اعتبرت كل من الصين وروسيا، أمس خلال اجتماع مجلس الأمن، أن صلاحيات المجلس لا تسمح له بفرض تغيير سياسي في سوريا، في إشارة إلى مشروع القرار الذي قدمته المملكة المغربية باسم الجامعة العربية والمطالب بتنحي الرئيس السوري والتحضير لفترة انتقالية. جاء هذا الموقف ليقطع الطريق أمام مطلب الجامعة العربية المدعوم من طرف فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، والداعي إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، باعتباره المسؤول عن العنف الحاصل في سوريا، حيث اعتبر وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم آل الثاني، رئيس اللجنة العربية المكلفة بالملف السوري أن ''ما يحدث في سوريا جاوز كل المستويات المعقولة''، واصفا ممارسات الجيش السوري ب''آلة القتل الحكومية التي قد ترتقي لمستوى الجرائم ضد الإنسانية''.ومع أن الدول الداعية لتنحي النظام السوري كثفت من جهودها من أجل تمرير مشروع القرار، إلا أن الدبلوماسية الروسية والصينية أعلنتا عن مواقفهما الرافضة لأي نوع من التدخل الخارجي في سوريا، ففي حين اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، أن بلاده لن تقبل أي ''استعمال للقوة''، أكد السفير الصيني لدى الأممالمتحدة لي باودنغ أن ''الصين تعارض بحزم استخدام القوة، كما تعارض الدفع نحو تغيير النظام بالقوة''. وقد بدا واضحا أن هذه المواقف جاءت على نقيض بقية الدول وفي مقدمتها فرنسا التي اعتبر وزيرها للخارجية، آلان جوبي أن ''من واجب مجلس الأمن اتخاذ قرار يدعم مشروع القرار المقترح من طرف المغرب والجامعة العربية''، وهو ذات ما ذهب إليه وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ ووزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية . أمام هذا الانسداد الدبلوماسي الدولي، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه لا بد من مواصلة الجهود من أجل توحيد الموقف الدولي، مشيرا إلى أن مشروع القرار الموزع أمس على الدبلوماسيين في مقر مجلس الأمن يدين الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، ويطالب بوقف فوري لاستعمال القوة. ويرى المراقبون أن فشل مجلس الأمن في استصدار قرار يدين النظام السوري، من شأنه إطالة عمر الأزمة في سوريا. وظهر الرئيس بشار الأسد أول أمس في أحد مستشفيات العاصمة دمشق خلال زيارته لجرحى الجيش السوري يؤكد أن النظام عازم على المضي في ''القبضة الحديدية مع الجماعات المسلحة'' التي يعتبرها هو وحلفاؤه في روسيا والصين إرهابا لا بد من التخلص منه، فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين تاركة قائمة طويلة للضحايا بين القتلى والجرحى، حيث سقط أمس أكثر من أربعين شخصا، على حد إحصاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.من جهته اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي الخمنائي، أن الهدف الرئيسي وراء الإطاحة بالنظام في سوريا يكمن في توجيه الضربة للمقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان.