يزداد الجدل في فرنسا مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة حول الشروط المفروضة للترشح، وكذا حول إمكانية إقصاء حزب الجبهة الوطنية من سباق الترشح، بعد تأكيد مصادر من الحزب أن مارين لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية، لم تنجح حتى الآن في جمع 500 توقيع من المنتخبين المحليين لضمها لملف الترشح. وقد اعتبرت الصحافة الفرنسية أن إقصاء حزب لوبان من سباق الرئاسة يمس بنزاهة الانتخابات والعملية الديمقراطية في فرنسا بشكل عام، على اعتبار أن الحزب يمثل تيارا واسعا من المجتمع الفرنسي، بالرغم من كل الانتقادات التي يمكن أن توجه للأفكار والأطروحات التي يروج لها الحزب والتي يرى فيها المراقبون أنها عنصرية ومتطرفة. وكانت رئيسة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان، نددت بالنظام الانتخابي الحالي، مع الإشارة إلى أن أرقام سبر الآراء تشير إلى أن مرشحة الجبهة الوطنية تحتل مرتبة متقدمة في اختيارات الفرنسيين، كما طالبت بضرورة ضمان سرية أسماء الموقعين، الأمر الذي رفضته المحكمة الدستورية. ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي يشير سبر الآراء الأخير والصادر عن جريدة ''لوباريزيان'' تقدم مرشح الحزب الاشتراكي في اختيار الفرنسيين، حيث اعتبر أكثر من 58 بالمائة من المستجوبين أنه الأصلح لأن يكون رئيسا للجمهورية الفرنسية، مع الإشارة إلى أن ذات الإحصاء يشير إلى أن ساركوزي جاء في المرتبة الثانية، متبوعا برئيسة حزب الجبهة الوطنية. الجدير بالذكر أن الرئيس نيكولا ساركوزي أجل إعلان ترشحه إلى مطلع شهر مارس، بالرغم من دخوله في حملة انتخابية غير رسمية، حيث استعان بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لدعم ترشحه لعهدة ثانية، الأمر الذي اعتبره الحزب الاشتراكي تدخلا في الشؤون الداخلية الفرنسية. وأكد بيير موسكوفيتشي، رئيس حملة هولاند الانتخابية، تعجبه من مسلك ميركل، مشيرا إلى أنه على المستشارة الألمانية أن تحترم المسافة بين ''المسؤول في بلد وبين الشأن الداخلي في بلد آخر''.
