يشرع بعد غد الثلاثاء السكرتير السابق للحزب الاشتراكي الفرنسي والنائب بالبرلمان، «فرانسوا هولاند» في زيارة إلى الجزائر، بدعوة من حزب جبهة التحرير الوطني، وسيكون «هولاند» مرفوقا بعدد من البرلمانيين الفرنسيين، زيارة يدرجها المتتبعون في خانة السباق الرئاسي على كرسي الإليزي المرتقب في 2012. وحسب البيان الصادر عن حزب جبهة التحرير الوطني، فإن النائب في البرلمان ورئيس المجلس العام لمنطقة لوراز «فرانسوا هولاند» سيكون على رأس وفد من البرلمانيين الاشتراكيين منهم «ستيفان لوفولي» وفوزي لمداوي المنتخب عن الحزب الاشتراكي، ببلدية «أرجنتاي» في ضواحي باريس، وعضو البرلمان الأوروبي «كادر عريف»، والمؤرخ «بن يامين سترورا»، في زيارة تستغرق يومين يكون لهم خلالها عدة لقاءات مع شخصيات سياسية وطنية ومسؤولي بعض المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وأدرج البيان الزيارة في إطار العلاقات الودية والتقليدية بين الحزب العتيد والحزب الاشتراكي الفرنسي، بيد أن قراءات المحللين لا تستبعد أن تكون للزيارة علاقة بالحسابات الانتخابية الفرنسية لرئاسيات 2012، التي لا يمكن إخراج الجزائر من معادلتها بالنظر إلى العدد الكبير من الفرنسيين من أصول جزائرية والتي سيكون لأصواتهم كلمة في تحديد هوية المرشح للتربع على كرسي الإليزي. وتذهب قراءات المتتبعين للعلاقات الجزائرية الفرنسية إلى أن التيار الاشتراكي الذي لم تنجح مرشحته السابقة «سيغولان روايال» لرئاسيات 2002 من الوصول إلى قصر الرئاسة، يسعى لدخول المعترك الانتخابي مبكرا واختار تدشين حملته الانتخابية من بوابة الجزائر، والاستثمار في الإجراءات الأخيرة التي بادرت بها الحكومة الفرنسية واستهدفت المهاجرين والفرنسيين من أصول أجنبية والتي كانت محل جدل واسع في فرنسا وكان التيار اليساري من أشد معارضيها، إلا أنه فشل في إجهاضها على مستوى البرلمان، كما تأتي زيارة «هولاند» متزامنة مع إعلان الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» لمقربيه مثلما تناولته وسائل الإعلام الفرنسية رغبته في الترشح لولاية ثانية. وسبق ل«فوزي لمداوي» والذي سيكون ضمن الوفد المرافق ل«فرانسوا هولاند» والمنحدر من أصول جزائرية أن انتقد بشدة ما سماه «سياسة ساركوزي العدائية ضد المهاجرين»، وقال «بدل أن يتهجم ساركوزي على المهاجرين بطريقة فيها كثير من التعسف، أولى به أن يؤسس وزارة كبرى للمساواة وأن يمنع كل أشكال التمييز». وأضاف «إن التهوين من أشكال التمييز التي تمارس في فرنسا، هو الذي يهدد الانسجام الاجتماعي، لقد انخرط نيكولا ساركوزي مبكرا في سيناريو إعادة انتخابه في 2012، وكامل برنامجه التشريعي، المنفذ بتسرع، يهدف أساسا إلى المزيد من التضييق على المهاجرين». كما تأتي زيارة «هولاند» والوفد المرافق له بعد أيام معدودة من زيارة مانويل فالز النائب الاشتراكي لمنطقة «ايسون» ورئيس بلدية «إيفري» والذي لم يتوان عن مغازلة الجزائر من خلال إعلانه معارضة حزبه لقانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار والذي سمي في الجزائر قانون العار، وذهب «فالز» إلى القول «إن الاستعمار جريمة وعلينا أن ننحني أمام ضحايا حرب الجزائر».