ٌ l قال الله تعالى:{ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} جزء من الآية 29 من سورة الفتح. يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: فقوله{ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} أَي فِرَاخَهُ. وقوله {فَآزَرَهُ} أَي شَدَّهُ. وقوله {فَاسْتَغْلَظَ} أَي شَبَّ وَطَالَ. وقوله {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاع} أَي فَكَذَلِكَ أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، آزَرُوهُ وأَيَّدُوهُ ونَصَرُوهُ، فَهُمْ معه كَالشَّطْءِ مع الزَّرْع. وقوله {لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّار} ومِن هذه الآية اِنْتَزَعَ الإمام مالك، رحمة الله عليه، في رِوَاية عنه بتَكفير الرَّوَافِض الّذين يُبْغِضون الصّحابة رضي الله عنهم، قال: لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ، ومَن غَاظَ الصّحابة، رضي الله عنهم، فهو كافر لهذه الآية. ووَافَقه طائفة من العلماء، رضي الله عنهم، على ذلك والأَحاديث في فضل الصّحابة، رضي الله عنهم، والنّهْي عن التّعَرُّض بمساويهم كثيرة، ويكفيهم ثَنَاء الله عليهم ورِضاه عنهم.