لم تتمكن الكثير من العائلات الجبلية بولاية خنشلة، خاصة تلك القريبة من جبال بلديات طامزة وبوحمامة ولمصارة، من التخلص من العادات التي ورثتها عن أجدادها وآبائها، في التدفئة وطهي الأنواع القليلة من المأكولات المحصورة في العيش والبربوشة والعصيدة على حطب شجر الأرز والعرعر، وفضلات البقر التي تعدّ وسيلة تعوّض بها ندرة قارورات غاز البوتان في فصل الشتاء، في وقت يلجأ الرجال إلى الاحتماء بالقشابية والبرنوس، والنساء باللحاف، وقشابية وبر الماعز. إذا كان سكان الحضر بالولاية لا يجدون بدائل عند انقطاع الغاز، سواء الطبيعي أو البوتان، فإن عائلات بأرياف بعض بلديات خنشلة لا يجدون صعوبات لتعويض هاتين الوسيلتين، حيث تحدثت إلينا الحاجة عائشة من إحدى قرى يابوس أنه خلال فصلي الصيف والخريف تقوم النساء والرجال بتوفير الحطب وفضلات البقر قصد إخضاعها للشمس حتى تجف، ثم يتم تخزينها قصد مواجهة برد الشتاء الذي يستمر ل9 أشهر، حيث لايزال سكان الكثير من أرياف بلديات الولاية، على غرار يابوس وشلية ولمصارة وطامزة، يستغلون الحطب لكونهم قريبين من الجبال للتدفئة، إذ يقوم الرجال بإشعال الحطب في المنازل التي لاتزال بعضها حجرية وأخرى طينية، ليتم استغلاله للتدفئة وطهي الأطعمة المناسبة للبرد، خاصة العيش، والبربوشة بالخليع (القديد)، والعصيدة المعروفة ب(الحريرة)، أي الطعام الساخن الذي يناسب البرد، وهو الطعام المتداول طيلة فترة البرد.