يكون رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، غدا الأحد 04-03-2012، على موعد مع الانتخابات الرئاسية التي ترشّح ليخوضها في جوّ داخلي مليء بالدعوات المناوئة له، وصلت حدّ خروج آلاف الروس في مظاهرات تطالبه بالرحيل. ويشارك بوتين (59 عاما) في سادس انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ إقامة النظام الرئاسي عام 1991 رفقة خمسة مرشحين أبرزهم رئيس الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف (67 عاما) ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي (65 عاما) ورئيس حزب روسيا العادلة سيرغي ميرونوف (57 عاما) والمرشح المستقل رجل الأعمال ميخائيل بروخوروف (46 عاما)، وسينتخب الرئيس الروسي الجديد لعهدة من 6 سنوات في وقت كان ينتخب سابقا لمدة 4 سنوات. وتأتي هذه الانتخابات بعد 4 أشهر على الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب "روسيا الموحدة" الذي يتزعمه بوتين، وقد أثارت نتائج تلك الانتخابات استياء كبير لدى المعارضة في روسيا، أعقبتها تظاهرات احتجاجية تطالب بانتخابات نزيهة، وتتهم المعارضة الروسية بوتين ب"التمهيد" للفوز بالرئاسيات عبر الفوز بالتشريعيات. وقد اعتمدت روسيا 667 مراقب دولي حتى الآن، كما يميز الانتخابات المقبلة تشديد عملية الرقابة عليها، فأي مواطن يمكنه أن يرى ويراقب كيفية سير عملية الاقتراع وفرز الأصوات من خلال الشبكة العنكبوتية إذ وصلت جميع مراكز الاقتراع بكاميرات مراقبة ستبث كل شيء وبشكل مباشر. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" (وهو أكبر مركز مستقل لاستطلاعات الرأي في روسيا) الأسبوع الماضي أن فلاديمير بوتين سيفوز بنحو ثلثي الأصوات، أي بنسب تتراوح ما بين 63 بالمائة و66 بالمائة من الأصوات بفارق كبير عن أقرب منافسيه ليتفادى بذلك خوض جولة إعادة، فيما اتهم الرئيس الروسي السابق ميخائيل غورباتشوف بوتين بإفساد النظام الديمقراطي الانتخابي في روسيا. وقال غورباتشوف إنه كان ينبغي على روسيا أن تقطع شوطا أكبر في التوجه نحو الديمقراطية في العقدين الأخيرين، محملا بوتين المسئولية عن ذلك، ورغم من اعترافه بأن عهد بوتين شهد بعض الإنجازات إلا أنه يعارض ترشيحه في الانتخابات المقبلة قائلا "إن الوقت قد حان للتغيير والسنوات الخمس أو الست المقبلة ستكون حاسمة، فإذا لم تنجح روسيا في استغلال هذه الفرصة لتحديث ديمقراطية مجتمعها ستبقى متخلفة إلى الأبد". هذا غيما حث الرئيس الروسي الحالي، ديميتري ميدفيديف، الناخبين الروس على التوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة يوم الأحد القادم معربا عن ثقته بأنهم "سيتخذون الخيار الصحيح، لأنهم يعون أن المستقبل يعتمد على نتائج الانتخابات المقبلة". ويراهن بوتين الشهير ب"قيصر روسيا" على الفوز في هذه الانتخابات مهما كانت الظروف، وذهب بعض المراقبين إلى القول بأن بوتين يرى في الفوز بهذه الانتخابات "حتمية" تفرضها الظروف الإقليمية ةالدولية الراهنة وأن "القيصر" لن يسمح بأن يتعرّض ل"الإهانة".. ما يعني أن خسارته فيها سيكون مستحيلة. ومن الوعود التي قدّمها بوتين لناخبيه؛ تسليح روسيا تسليحا كبيرا وقويا وإعادتها إلى مكانتها الاقتصادية في العالم كقوة موازية للمعسكر الغربي الذي تتزعمه الولاية المتحدة منذ أكثر من ستين عاما.