يتوجه، اليوم، ملايين الروس إلى صناديق الاقتراع في 95 ألف مركز تصويت، للاختيار بين خمسة مرشحين لرئاسة الفيدرالية الروسية، فيما يرى المراقبون أنه لا مكان للمفاجأة، على اعتبار أن الفوز سيكون لرئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين، مرشح حزب ''روسيا الموحدة''، لتنحصر المفاجأة في معرفة ما إذا سيكون الفوز في الجولة الأولى أم يمتد إلى جولة ثانية. ويأتي تأكيد فوز بوتين استنادا إلى أرقام سبر الآراء التي تمنح الأفضلية إلى رئيس الوزراء الحالي، فيما ترى المعارضة أن سبب هذه القناعة بالفوز هو التلاعب بالنتائج، حيث اتهمت الحكومة بتزوير الانتخابات والتحكم في نتائجها. وفي مقابل ذلك، يرى المراقبون أن الأفضلية التي يحظى بها بوتين في سبر الآراء، تعود إلى قلة شعبية بقية المرشحين، حيث يتنافس على الرئاسة كل من الشيوعي غينادي زيوجانوف، المعروف عنه حنينه لأيام الاتحاد السوفياتي والذي يحظى بشعبية لدى أوساط كبار السن ممن عايشوا مجد الاتحاد، إلى جانب المرشح القومي فلاديمير زيرينوفسكي، الذي يحظى بشعبية بسبب تصريحاته النارية التي تصل إلى حد اللاعقلانية، وقد سبق له أن دعا إلى طرد المهاجرين غير الشرعيين من روسيا، مشددا على ضرورة السماح للروس بتعدد الزوجات من أجل زيادة معدل المواليد، هذا بالإضافة إلى الدعوة إلى شن حملة لاحتلال ألاسكاالأمريكية، لأنها امتداد طبيعي لروسيا. ولعل أكثر مرشحي الرئاسة الروسية إثارة للجدل هو رجل الأعمال الشاب ميخائيل بروخوروف، المعروف بثرائه الفاحش وكونه ''عازب روسيا الأشهر''، إلى جانب امتلاكه فريقا لكرة السلة بالولايات المتحدةالأمريكية، يرى فيه الشارع الروسي تجسيدا للفروق الطبقية والاستغلال الرأسمالي، فيما يرى أنصاره أنه نموذج النجاح الروسي. أما المرشح الأخير فهو سيرجي ميرونوف الذي يتزعم حزب ''روسيا العدالة''، والمعروف عنه إعجابه بالأنظمة السياسية الغربية ورغبته في إجراء إصلاحات سياسية تمنح المزيد من الصلاحيات للأقاليم، بالإضافة إلى منح البرلمان حق ترشيح وتعيين رئيس الدولة، وكذلك تقليص الفترة الممنوحة لرئيس الدولة بفترتين فقط. وتأتي هذه الانتخابات عقب التعديلات التي أقرها الرئيس ديمتري مدفيديف، بغرض تمديد الفترة الرئاسية إلى ست سنوات بدلا من أربعة، الأمر الذي جعل المعارضة تتهم الثنائي رئيس الوزراء بوتين والرئيس ميدفديف بالتواطؤ من أجل البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، فيما أكد بوتين أن موجة الاحتجاجات التي تشهدها روسيا دليل على الأجواء الديمقراطية التي تسود البلاد، واعدا بعدم قمع المعارضة بعد انتخابه، ومؤكدا رفضه فكرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، مثلما تطالب به المعارضة الروسية. وقد جددت المعارضة دعوتها للمجتمع المدني للخروج في مظاهرات غداة الانتخابات، للتنديد بهيمنة الحزب الحاكم على الحياة السياسية.