المتمردون يمنعون الجيش المالي من تقديم المساعدات لنازحي ''تاسليت'' قالت صحيفة مالية، أمس، إن الاعتداء على مقر قيادة الدرك الوطني بتمنراست، السبت الماضي، كان ''عقابا'' للجزائر إثر منعها إمداد حركة الأزواد بالوقود. عبرت صحيفة ''الغيدو'' المالية عن وجهة نظرحكومة ''باماكو''، تفيد بأن الاعتداء الذي شنته ''حركة التوحيد والجهاد لغرب إفريقيا'' على مقر قيادة الدرك الوطني بتمنراست وخلف 23 جريحا، السبت الماضي، كان بمثابة ''انتقام'' من الجزائر التي أغلقت قنوات إمداد حركة الأزواد بالمساعدة، خاصة ما تعلق بالوقود، في سعي إلى تأكيد الصلة بين الجماعات الإرهابية وحركة الأزواد. وقد اتهم الناطق الرسمي للجيش المالي مقاتلي حركة الأزواد، المدعومين، حسبه، من عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بمنع وحدات الجيش من تزويد المدنيين المتضررين من القتال، النازحين إلى منطقة ''تاسليت'' شمال شرقي البلاد، بالمساعدات والمؤونة. وقال المسؤول في الجيش المالي، إدريسا طراوري، إن مقاتلي الأزواد وعناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بالإضافة إلى تجار المخدرات، شكلوا درعا للحيلولة دون وصول المساعدات للمدنيين الذين ينزحون إلى المناطق الأقل تدهورا، بعد اشتداد المعارك بين الجيش المالي ومقاتلي التوارف في منطقة كيدال، وبالأخص ب''تاسليت'' شمال شرقي البلاد، على الحدود مع الجزائر، على أن هذا الوضع يستمر منذ 17 جانفي الماضي، تاريخ بداية المعارك العنيفة بين طرفي النزاع. وتحدث طراوري عن حلف بين مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والجماعات الإرهابية المنتمية إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقال إنهم يشنون هجمات على المنطقة لثني القوات النظامية عن إمداد السكان بالمؤونة، مشددا على أن مقاتلين من تنظيم إرهابي آخر انضموا إلى هذا الحلف، ينعت ب''أنصار الدين''، كما تدعم الحلف ب''إمدادات من المقاتلين التحقوا من ليبيا''. وقال الناطق الرسمي للجيش المالي إن ما لا يقل عن 1500 مدني مالي أغلبهم من نساء وأطفال، فروا نحو منطقة ''تاسليت'' هربا من الموت، يقبعون في مخيمات بالقرب من أماكن تواجد وحدات الجيش التابعة لقطاع كيدال، من أجل تأمين أنفسهم من هجمات المقاتلين. وشدد أن القوات المسلحة من الوحدات الأمنية المالية والجيش النظامي ''تؤدي مهامها على أكمل وجه في تأمين النازحين وممتلكاتهم، والدفاع عن سلامة الأراضي المالية''. وقلل الإعلام المالي من شأن ''قوة'' حركة الأزواد ومن ''يدعمها''، في إحجام الجيش عن إمداد النازحين بالمؤونة، وتوقع، مثلما ورد في صحيفة ''الغيدو''، سقوط مقاتليها تحت رحمة الخناق، بعد زحف قالت إن وحدات الجيش تقوم به في اتجاه المقاتلين '' لأعداء''، في منطقة تاسليت. وبرر الإعلام المالي الموقف بأن المتمردين يختارون دائما المواقع العسكرية في البلدات الصغيرة لشن الهجمات ''ولا يجرؤون على مهاجمة المواقع التي يتواجد فيها الجيش بقوة''، بدليل أنهم ''فشلوا في منع مساعدات كانت موجهة لمخيم ''أمشاش'' الذي نصبته قوات أمريكية بتاسليت، مؤخرا. كما استفيد أن وحدات الجيش الجزائري على الحدود أعلنت حالة طوارئ بإجراءات مشددة لمراقبة الحدود مع مالي، مكنتها من توقيف قافلة من السيارات يشتبه في أنها كانت متوجهة نحو معاقل مقاتلي الأزواد لتزويدهم بالوقود.