تجددت المعارك يوم أمس بين مقاتلي حركة تحرير الأزواد الطوارق والجيش المالي في منطقة تيساليت شمال شرق مالي قرب الحدود مع الجزائر، ويأتي هذا في وقت تحضر الجزائر لقمة دولية تضم دول الساحل لبحث سبل تحقيق حل سلمي للوضع في مالي على ضوء الخلاف بين الأزواد والسلطات المالية. ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أمس نقلا عن مصدر حكومي في بلدة كيدال بمنطقة تساليت بالشمال المالي، حيث تجددت المواجهات المسلحة صبيحة أمس بين المقاتلين من الطوارق الأزواد وبين عناصر الجيش المالي، وبالضبط في مدينة تساليت على الحدود الجزائرية المالية، وأضافت الوكالة أن مصادر عسكرية بإحدى الدول الحدودية مع مالي أكدت لها وقوع مواجهات بين الجانبين، وأضافت أن الجيش المالي يسعى لمحاصرة الأماكن المحيطة بمخيم تساليت حيث تتمركز ببضع كيلومترات عن الموقع. وأشارت أيضا نقلا عن مصادر عسكرية أن جنودا ماليين انضموا للقتال إلى جانب القوات المرابطة بالمنطقة، وتشهد حاليا مواجهات دامية ويحتمل أن يسيطر أحد الطرفين على المخيم، كما أوردت ذات المصادر بأن كلا من الجيش المالي والمتمردين الطوارق حركا آليات عسكرية ووسائل هامة تحسبا لأية تداعيات أخرى. لكن من زاوية مغايرة، شدد مسؤول عسكري بالجيش المالي في تصريح لوكالة فرنس بريس أن حربهم ضد المتمردين التي اندلعت منذ أسابيع، ليست فقط ضد هؤلاء بل أيضا ضد مافيا تهريب المخدرات وكذا تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، غير أن هذه المعلومات كذبت من قبل مصدر من متمردي الأزواد الطوارق. هذا وتحضر الجزائر حاليا لعقد قمة دولية تجمع دول الساحل وهي كل من مالي، النيجر، موريتانيا، وبوركينافاسو وسيكون ذلك في غضون الأيام المقبلة قصد الإسراع في إيجاد حل يرضي الحكومة المالية من جهة والحركة الوطنية لتحرير الأزواد من جهة ثانية، ويأتي التحضير لهذا الاجتماع في إطار مساعي الجزائر لحل الأزمة المالية بالطرق السلمية، كما سترعى الحوار المالي الأزوادي الذي فشلت فيه فرنسا بعد رفض أحد الطرفين لوساطتها، كما سينعقد هذا اللقاء المرتقب في وقت كثرت فيه مخاوف دول المنطقة من امتداد نشاط التنظيم الإرهابي «القاعدة في بلاد المغرب» وانتشار السلاح الليبي المهرب عبر الحدود، وفي هذا الإطار علم بحسب إذاعة فرنسا الدولية أن مسؤولا عسكريا رفيع المستوى بالجيش الجزائري سيزور دولا افريقية منها عاصمة البينين كوتونو بهدف دراسة الوضع في شمال مالي للخروج بحل إفريقي للأزمة دون تدخل الغرب .