''الجزائر تحمي ظهرنا والحدود الليبية تعرف مشاكل يومية'' قال المحلل السياسي التونسي، جمال كرماوي، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، إن السلفية الجهادية استفادت من الانفلات الأمني في ليبيا، وفي حالة وصول السلاح إليها فالأمر سيكون خطيرا. واعتبر في سياق آخر أن المعارضة اليسارية والعلمانية لا تملك سلطة في يدها حتى تستطيع إسقاط أو حتى عرقلة عمل الحكومة. هل اغتيال إمام في تونس يدخل ضمن الجريمة السياسية أم مجرد قضية جنائية؟ هذه جريمة حق عام وليست خلافات سياسية، وهناك حديث عن توقيف الشرطة لأربعة أفراد ينتمون للسلفية الجهادية يشتبه في وقوفهم وراء اغتيال هذا الإمام، بسبب خلافات مع جماعة الدعوة والتبليغ (المسالمة) التي كانت تنشط بكل حرية حتى في عهد بن علي، وليس اليساريون من يقف وراء هذه الجريمة كما اتهموا في البداية، فثمة تحركات للسلفية الجهادية على غرار أحداث بئر علي بن خليفة التي قتل فيها مسلحان، فهناك خطر كبير على الحدود بسبب تسرب الأسلحة إلى داخل تونس، وفي حالة وصوله إلى السلفية الجهادية فيكون الأمر أخطر، وهذا التنظيم غير معروف في تونس، ولكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينشط في المنطقة بما فيها تونس، وإن كانت الجزائر تحمي ظهرنا من جهة الحدود الغربية، فإن الوضع على الحدود الشرقية مع ليبيا صعب جدا والمشاكل تحدث يوميا في معبر راس جدير الحدودي. وما هي تداعيات إنزال العلم التونسي من طرف طلبة محسوبين على السلفية العلمية؟ إنزال العلم التونسي أثار ضجة كبيرة، كما تعرضت طالبة في مجمع الجامعات في منوبة للضرب من طرف طلبة سلفيين، كما أن هؤلاء السلفيين يعتصمون أمام التلفزيون التونسي منذ نحو 15 يوما، مطالبين بتطهير الإعلام، كما هددوا برمي الصحافيات بماء الفرق (الحمض)، وقد نصبوا خيمة كبيرة أمام التلفزيون وبعض الخيم الصغيرة، ولا ندري من يوفر لهم الماء والغذاء، كما أن الحكومة تغض الطرف عنهم، وتقول هؤلاء إخوتنا ولا بد أن نتحاور معهم. وهل هناك فعلا أطراف يسارية وعلمانية تريد إسقاط الحكومة بالمظاهرات والاعتصامات؟ المجتمع المدني يقوم بحركات ومظاهرات ضد قوى الظلامية، ومع عهد الحرية فإن المعارضة ليس في يدها قوة لعرقلة حكومة حمادي الجبالي.