نرفض المساس بالمقدسات والسلفيون لا يؤمنون بالعمل السياسي اتهم الرئيس الأسبق لحركة النهضة التونسية والعضو في المجلس التأسيسي، الدكتور صادق شورو، التيارات اليسارية والعلمانية وبقايا النظام السابق باستغلال مشاكل الناس لتنظيم اعتصامات ووضع عراقيل أمام الحكومة قصد إسقاطها، نافيا على صعيد آخر اتهامات العلمانيين لحركة النهضة بالوقوف ضد اعتماد حزب للسلفيين وقال ''السلفيون في تونس لا يؤمنون بالعمل السياسي''. رغم مرور نحو شهر على تشكيل حكومة ائتلافية من ثلاثة أحزاب تونسية إلا أن هناك أحزابا تونسية تطالب بإسقاط الحكومة التي يقودها الإسلاميون، فهل تواجهون ثورة مضادة؟ - هناك تيارات يسارية وعلمانية تحاول أن تفشل عمل الحكومة، وهناك دعوات لإسقاط الحكومة من أطراف من بقايا التجمع (حزب بن علي) وأحزاب من أقصى اليسار تعمل جاهدة للوصول إلى هذا الهدف عبر الاعتصامات وتحريك النقابات رغم أن الناس فعلا بحاجة إلى تنمية وتكفل بانشغالاتهم، ولكن هناك أطرافا سياسية تحاول استغلال هذا الأمر لوضع عراقيل أمام الحكومة لجعل الأمور مضطربة. تتهمون اليسار بمحاولة إسقاط الحكومة، ولكن هناك حزبين معكم في الحكومة محسوبان على اليسار، كيف ذلك؟ - حزب التحالف من أجل الجمهورية بقيادة منصف المرزوقي وحزب التكتل بقيادة مصطفى جعفر محسوبان على الوسط وليس على اليسار، ونحن اجتمعنا على برنامج حكومي واضح الأهداف خلال عام يتم فيه صياغة دستور جديد للبلاد. محاكمة مدير قناة نسمة بسبب بث فيلم قيل إنه يجسد الذات الإلهية أدى إلى استقطاب سياسي حاد، ما هو موقف حركة النهضة من هذا الاستقطاب؟ - محاكمة مدير قناة نسمة جاءت بعد بث القناة لشريط (فيلم كرتوني) يستهدف الذات الإلهية ويخالف مبدأ احترام المقدسات الإسلامية وخاصة ما تعلق بضرورة تقديس الذات الإلهية، وقام الشعب التونسي بمظاهرات واسعة للتنديد ببث هذا الفيلم، ولكن الأطراف اليسارية والعلمانية التي ليس لها أي احترام للمقدسات أرادت أن تواجه ذلك بالقول بأنها تدافع عن حرية الرأي والإبداع، وهذا رأي مغلوط، لأن الحريات لا تعني أنه لا حدود لها، وهذا ما يبرز التعارض والاختلاف العقائدي بين الإسلاميين واليساريين، فالإسلاميون يؤمنون أن الحرية لها حد ولا يجب أن تمس المقدسات، أما التيارات اليسارية والعلمانية فترى أن حرية الإبداع لا حدود لها. لاحظنا أن التيار السلفي له حضور بارز في الشارع، فهل صحيح أن حركة النهضة تقف ضد اعتماد أي حزب سلفي حتى لا يقضم جزء من قاعدتها الشعبية؟ - السلفيون في تونس ليس في برنامجهم ما يسمى العمل السياسي، لذلك يركزون على العمل الدعوي، وحركة النهضة ليس لها موقف مضاد من نشاط السلفيين في العمل الدعوي ولكنها تختلف معهم في الفكر السياسي، أما في الجانب الدعوي فنسعى إلى أن نتكاتف مع السلفيين. التيار العلماني يصف السلفيين بالذراع المسلح لحركة النهضة، ما صحة ذلك؟ - لا هذا غير صحيح، فحركة النهضة ترفض أي فكر يدعو إلى التغيير عبر العمل المسلح حتى عندما كنا مضطهدين في عهد النظام السابق لم نلجأ إلى العمل المسلح، وحتى السلفية الجهادية في تونس لم يتضمن خطابهم أي حديث عن العمل المسلح والجهاد في تونس.