أعلنت السلطات الموريتانية، أمس، عن اعتقال عبد الله السنوسي، رئيس مخابرات العقيد معمر القذافي، في وقت تحركت كل من طرابلس وباريس سريعا تطالبان بتسليمه. أفادت الأنباء بأن عبد الله السنوسي دخل العاصمة نواقشوط على متن طائرة ركاب كانت قادمة من مدينة الدارالبيضاء المغربية، وكان يحوز جواز سفر مالي، كما أنه دخل عبر بوابات الدخول الموجهة للمواطنين العاديين. لكن ضباط الأمن في مطار نواقشوط تعرفوا على ملامحه، وتم تحويله بسرعة إلى مبنى تابع للمخابرات الموريتانية للتحقيق معه، أو لحمايته من أي محاولة تصفية أو اختطاف، نظرا لأهمية الرجل الذي يوصف بأنه ''العلبة السوداء'' لنظام العقيد معمر القذافي، فضلا عن كونه متزوجا من أخت صفية فركاش الزوجة الثانية للقذافي. ولا توجد إجابات حول المسار الذي اتبعه رئيس مخابرات القذافي، في هروبه من ليبيا، سوى معلومة وحيدة تتعلق بمروره عبر مدينة الدارالبيضاء المغربية، وهنا يطرح المراقبون أسئلة حول ظروف إقامته بالمغرب، ومن أين دخل التراب المغربي أصلا، وهل كانت السلطات المغربية على علم بوجود السنوسي على ترابها قبل سفره إلى نواقشوط؟ وفي تعليقه على خبر اعتقاله، بدا عبد الله ناكر، رئيس مجلس ثوار طرابلس، مرتبكا جدا، خصوصا أنه زعم قبل أيام أنه اعتقل عبد الله السنوسي، وقال ناكر في تصريح لجريدة ''قورينا'' الليبية إن ''السنوسي كان إلى غاية الجمعة في قبضة ثواره ولا يعلم إن حدثت خيانة''، على قوله. ومن جهتها، طالبت الحكومة الليبية على لسان الناطق الرسمي باسمها، صالح المناع، أمس، سلطات نواقشوط بتسليم عبد الله السنوسي، وأكدت ''استعدادها لمحاكمته محاكمة عادلة''، ولفت المتحدث إلى أن ''السنوسي تم توقيفه رفقة شخص آخر ربما يكون نجله''. أما باريس، فسارعت هي الأخرى للمطالبة بتسليمه، حيث أعلن الرئيس المنتهية ولايته، نيكولا ساركوزي أن ''السنوسي متهم في قضية مقتل فرنسيين في حادث سقوط طائرة فرنسية العام .''1989 ويرى مراقبون أن نواقشوط تحتفظ ب''قنبلة'' على قدر خطرها ، على قدر أهميتها، وليس معروفا كيف ستتعامل مع عبد الله السنوسي، خصوصا أنه المطلوب الثالث لدى محكمة العدل الدولية، بعد العقيد القذافي المقتول، ونجله سيف الإسلام المعتقل لدى قبائل الزنتان. وبهذا تدخل موريتانيا دائرة الدول التي تأوي أكبر الشخصيات المقربة من العقيد القذافي، بعد الجزائر التي تأوي عددا من أفراد عائلته والنيجر التي تأوي نجله الآخر الساعدي وتونس التي تعتقل رئيس وزرائه البغدادي المحمودي ومصر التي تأوي عشرات المسؤولين السابقين في نظام العقيد القذافي. ميدانيا، قتل شخص على الأقل وجرح آخرون في بنغازي، أول أمس، في أولى المظاهرات الداعمة لميلاد فيدرالية برقة، ونقل الشاب القتيل إلى مستشفى الجلاء ببنغازي، وقيل حسب مصادر طبية إنه ''قتل بعيار ناري طائش''. وأوردت صحيفة ''قورينا'' أن ''مجهولين أطلقوا الرصاص الحي علي متظاهرين أمام فندق تيبستي، وقد طالب المتظاهرون بتطبيق النظام الفيدرالي''.