وجه علي فوزي رباعين، رئيس حزب ''عهد ''54 انتقادات حادة لمنظمة المجاهدين ومنظمات الأسرة الثورية واتهمها ب''التواطؤ مع السلطة وارتباطها بالثروة والريع''، وانتقد القضاة المكلفين بالإشراف على الانتخابات التشريعية المقبلة، وتوقع نسبة تصويت ضئيلة. وحمل رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين على منظمة المجاهدين التي عقدت مؤتمرها قبل أيام ووصفها بأنها ''ليست سوى لجان لمساعدة السلطة وتزكية مشاريعها السياسية الفاشلة''. وقال رباعين في ندوة صحفية عقدها بالعاصمة، أمس، أن هذه المنظمات ''متورطة مع النظام الدكتاتوري ومع حكام الجزائر منذ الاستقلال''، مشيرا إلى أن ''السلطة حاولت منذ الاستقلال ربط الأسرة الثورية بالثروة والأموال لإسكاتها''، وقال ''السؤال المطروح ما هو دور منظمة المجاهدين، لقد حان الوقت لتقديم كشف الحساب عما قدمته هذه المنظمة للجزائر وللمجاهدين وللتاريخ، لقد حان الوقت لتقول الأسرة الثورية الحقيقة والصراحة، كفانا من تزوير التاريخ والتلاعب السياسي به''. واستغرب في هذا السياق ''صمت منظمات الأسرة الثورية عن قانون تجريم الاستعمار، وصمتها أيضا على وجود الحركى في مراكز القرار، وعدم ردها على ساركوزي''. وبشأن الانتخابات التشريعية المقبلة انتقد رئيس حزب ''عهد ''54 أداء القضاة المكلفين بالإشراف على العملية الانتخابية. وقال ''نطالب بعدم توريط القضاة في الانتخابات، لقد لاحظنا أن القضاة ليس لهم أي استقلالية بدليل أنهم لم يتحركوا برغم وجود التجاوزات في تسجيل أفراد الجيش في عدد من الولايات، وبرغم وجود التجارة المكشوفة والمفضوحة بالترشيحات من قبل الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب الكبيرة التي تبيع صدارة القوائم''، وقال ''هناك أدلة في هذا الموضوع وكان يتعين على لجنة الإشراف القضائي أن تستدعي وكلاء الجمهورية للتحقيق في هكذا قضايا''. وانتقد رباعين ''التضييق الذي تتعرض له اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات''، متهما الإدارة بأنها لم توفر أي دعم لوجيستيكي للجنة المستقلة، ''بينما وفرت كل الوسائل للقضاة برغم أن هؤلاء لا يفعلون شيئا''، واعتبر أن ''هناك تناقضا واضحا بين تصريحات وزير العدل ووزير الداخلية وعلى الحكومة أن تتعلم العمل في شفافية''، وقال إن ''هناك ولاة يعملون مع الرئيس مباشرة ولا صلة لهم بوزير الداخلية''. وبرغم الصورة السوداء التي قدمها رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين، إلا أنه رد على سؤال عن إمكانية انسحابه من الانتخابات في حال برز التزوير المسبق قائلا: ''لن ننسحب من الانتخابات، نحن لا نهرب من النضال من أجل الديمقراطية مهما كانت الظروف''. وانتقد رباعين ''اعتداء الشرطة على صحفيين خلال احتجاج متقاعدي الجيش والمفصولين منه قبل يومين في العاصمة''، وطالب السلطة بفتح حوار شامل مع الفئات الاجتماعية.