الحكومة تفضل اللجنة القضائية على اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات انتقد علي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 بشدة ما وصفه بسياسة الكيل بمكيالين في تعامل الحكومة مع لجنتي مراقبة الانتخابات، ففي الوقت الذي تحرم فيه اللجنة السياسية من ابسط وسائل العمل ومن أي تعويض نجد اللجنة القضائية تنعم بمكاتب وبكل الوسائل، وصب المتحدث جام غضبه أيضا على المنظمة الوطنية للمجاهدين متسائلا عما قدمته للشعب الجزائري وما ستقدمه للأجيال الصاعدة؟. أبدى علي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 تخوفا من التزوير في الانتخابات التشريعية القادمة لكن رغم ذلك قال في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر حزبه انه لن ينسحب من العملية، وانه يفضل النضال رغم كل شيء. وانتقد المتحدث بشدة ما اسماه سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الحكومة في التعامل مع لجنتي مراقبة الانتخابات السياسية والقضائية، وقال بهذا الخصوص أن اللجنة السياسية محرومة من وسائل العمل بل حتى من المقرات اللائقة في بعض الولايات، و أن الإدارة لم توفر لها أي شيء لأن الولاة يخضعون لرئاسة الجمهورية ويأتمرون بأوامرها وليس بأوامر وزارة الداخلية كما يظن البعض، موضحا انه يطالب هنا بحقوق وليس بمنح لأعضاء اللجنة السياسية. بمقابل هذا يضيف رباعين نجد اللجنة القضائية تتمتع بمكاتب و بكل الوسائل وبمنح وربما بامتيازات لم يكشف عنها، وقال أن القضاة اليوم ليست لهم أي استقلالية لأنه طرأت مشاكل عدة ولم يحركوا ساكنا، ليتساءل ماذا يفعل هؤلاء القضاة في هذه العملية؟ وما هي التعويضات التي ستعطي لهم؟. واعتبر رباعين عدم تكفل الدولة بتمويل الحملة الانتخابية مشكلا آخر في سجل العملية الانتخابية حيث كان يفضل لو قامت الدولة بذلك لتضع الأحزاب في نفس المستوى، لكن حدوث العكس جعل البزنسة والمتاجرة بالمناصب تغزو الأحزاب، ليطالب الحكومة بفتح تحقيق في هذه القضية حتى لا توضع الأحزاب في نفس السلة. علي فوزي رباعين الذي كرّر مرة أخرى بأن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية ستكون ضعيفة أبدى تخوفا من التزوير، مشيرا أن الضمانات المقدمة لن تفيد في شيء، لأن نفس الضمانات أعطيت في استحقاقات سابقة لكن التزوير وقع وحسن النية لا يكفي في هذا الجانب، لكن رغم كل هذه الانتقادات والتخوف كشف المتحدث أن حزبه لن ينسحب من العملية الانتخابية حتى في حال وجود تزوير لأنه يفضل مواصلة النضال وعدم الهروب، مطالبا بإشراك الأحزاب في التحضير للانتخابات وتكريس الشفافية. وفي موضوع آخر وجه رباعين انتقادا حادا للمنظمة الوطنية للمجاهدين وتساءل ماذا قدمت هذه المنظمة للشعب الجزائري؟ وماذا ستقدمه للأجيال المقبلة؟ وقال أيضا ماذا قدم المجاهدون في مراكز القرار للشعب الجزائري وماذا تمثل العائلة الثورية اليوم وهل هي مرتبطة فقط بالثروة أم بمبادئ؟. ولم يتوقف رباعين عند هذا الحد في انتقاده للمنظمة الوطنية للمجاهدين بل تعداه إلى ضرورة أن تقدم هذه الأخيرة أولا حصيلة لما قامت به، وان تساهم في الكتابة الحقيقية والصحيحة للتاريخ، وان لا تخلط بين ما هو سياسي وما هو من اختصاص المؤرخين، وأضاف انه شخصيا ينتظر من المنظمة الحقيقية، وتحدى المجاهدين أن يتكلموا عن الحركى وأبنائهم الموجودين في السلطة – على حد قوله- ليصل إلى القول أن المجاهدين يخافون الحركى، فمنذ سنة 1962 لم يقدموا ولا حركي واحد للمحاكمة. رباعين الذي أكد انه لن يترشح للانتخابات المقبلة أوضح أن حزبه لن يتحالف مع أي كان في الوقت الحاضر، عدا ترك الحرية للمناضلين في الولايات من اجل التحالف في مراقبة الانتخابات التي سيخوضها الحزب في 48 ولاية. م- عدنان