انطلقت بضاحية ''بورجي'' الباريسية أمس فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من اللقاء السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والمقرر أن تستمر إلى غاية التاسع من الشهر الحالي، وتنعقد دورة هذه السنة في ظل حملة انتخابية للفوز بكرسي الرئاسة الفرنسية. وجدت الجالية المسلمة نفسها في خضم هذه الحملة على إثر اتهام الشاب الفرنسي المسلم محمد مراح باغتيال سبعة أشخاص في مدينة تولوز، ليتحول الإسلام ومسلمو فرنسا إلى مادة دسمة لمرشحي الرئاسة الفرنسية من اليمين المتطرف والوسط وحتى الاشتراكيين. ورغم أن السيد أحمد جاب الله، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أكد على ضرورة الفصل بين الإرهاب والإسلام، إلا أن استغلال الدين الإسلامي في فرنسا في الحملة الانتخابية، بدا واضحا خاصة من طرف الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي، الذي رفض منح تراخيص دخول عدد من الدعاة والمفكرين الإسلاميين إلى فرنسا للمشاركة في لقاء اتحاد المنظمات الفرنسية بحجة أنهم من دعاة الإسلام المتشدد. وفيما ذكرت مرشحة اليمين المتطرف، ماريان لوبان، أنها ستقوم بحل اتحاد المنظمات الإسلامية فور وصولها إلى سدة الحكم، اكتفى المرشح نيكولا ساركوزي بتحذير القائمين على الاتحاد بأنه لن يقبل أي تجاوز خلال انعقاد الملتقى، في إشارة إلى ضرورة التزام المشاركين بمبادئ الجمهورية الفرنسية بدءا من اللائكية وصولا إلى احترام الحريات الفردية. أما على صعيد الحملة الانتخابية، فكشف سبر للآراء أجراه معهد ''بي في أ'' المتخصص في دراسات السوق وسبر الآراء، والذي أجري في الفترة ما بين 4 و5 أفريل، أن 66 بالمائة من الفرنسيين أبدوا اهتماما بالحملة الانتخابية الجارية، مشيرا إلى تراجع هذه لنسبة مقارنة بانتخابات سنة 2007 حيث بلغ اهتمام الفرنسيين بالحملة الانتخابية 76 بالمائة، في حين توقع سبر الآراء أن تتراوح نسبة الامتناع ما بين 22 إلى 24 بالمائة، في إشارة إلى عدم اهتمام الفرنسيين بالحملة الانتخابية وعدم قناعتهم ببرامج المرشحين. ومن جانب آخر، كشف فريق الرئيس الفرنسي المرشح لعهدة ثانية، أن نيكولا ساركوزي سينشط تجمعا ضخما بساحة ''لاكونكورد'' بالعاصمة الباريسية في 15 أفريل الجاري، مع العلم أن غريمه الاشتراكي فرانسوا هولاند أعلن في وقت سابق تنظيم تجمع بالعاصمة باريس في نفس اليوم بمنطقة ''فانسان'' قبيل الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المقررة في 22 أفريل الجاري. وهو الأمر الذي جعل المحللين السياسيين يعلقون على قرار الرئيس الفرنسي عقد تجمع في نفس اليوم رغبة في التشويش على تجمع هولاند لمنافسته، مع العلم أن سبرا الآراء تشير إلى تقارب المرشحين في اختيارات الفرنسيين، ما يشير إلى إمكانية بلوغهم الدورة الثانية من الانتخابات.