''غالبية الفرانكو جزائريين لن يصوّتوا لساركوزي بسبب ازدواجية خطابه'' مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، والتي تدفع كل مؤشراتها أن يكون الصراع بين الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ومرشح الحزب الاشتراكي الغريم فرنسوا هولاند، بدأت تتجلى العناوين العريضة للملفات التي ستكون في قلب الحملات الرئاسية لمرشحي الرئاسة، وتأتي في مقدمتها الأزمة الاقتصادية. وليس بعيدا عنها، ستكون خطابات المرشحين موجهة للأقليات، وعلى رأسها المغاربية والإفريقية، بالإضافة إلى الأوروبية. ساركوزي يعتمد الضبابية ويضع نفسه كمنقذ للجمهورية اليمين تحت مقصلة الأزمة ولوبان الرقم الصعب في معادلة الرئاسيات يواجه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، تحديات كبيرة مع اقتراب رئاسيات ماي المقبل، ما دفعه إلى تفادي الإعلان عن خوض غمارها، إلا في المنعرج الأخير، مفضلا التكتيك الذي سبق للرئيس اليساري الأسبق، فرانسوا ميتران، القيام به بنجاح. فساركوزي المتأخر في عمليات سبر الآراء أمام منافسه فرانسوا هولاند، يجد نفسه مضطرا لإيجاد الإجابات المرضية لشريحة من الناخبين، واتخاذ قرارات حاسمة في زمن الأزمة. ويراهن ساركوزي على المبادرة، مع الاحتفاظ على هوامش حركة، عكسه اعتماده على الضبابية فيما يتعلق بترشيحه مجددا وعدم الإعلان عنها رسميا، للاستفادة من مزايا الفترة الانتقالية من موقعه كرئيس للجمهورية، وهو ما انتقده الغريم اليساري، هولاند، وحتى فرانسوا بايرو، ممثل الوسط. ولكن أهم عنصر يمكن أن يشكل نقطة دعم للرئيس اليميني هو مصير مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، وإمكانية إخفاقها في الحصول على 500 توقيع من المندوبين، وبالتالي إقصائها من سباق الرئاسيات المقبلة، ما سيقلب المعادلة الانتخابية تماما، لأن غياب اليمين المتطرف سيصب في صف اليمين التقليدي، ومن ثم يدعم موقع الرئيس الحالي. بالمقابل، تتركز متاعب ساركوزي أساسا في كيفية تسييره لمخلفات الأزمة الاقتصادية والمتاعب المتصلة بعدد من الفضائح والقضايا التي بدأت تثار، مثل قضية ''كليرستريم'' التي وظفها اليسار ردا على حملة اليمين مع فضيحة ستروس كان، فضلا عن التعاملات المشبوهة لرموز حرب الرئيس، فضلا عن متاعب أقرب المقربين لساركوزي كلود غيون. يضاف إلى ذلك توجهات شرائح من الناخبين، لاسيما الأجانب، مثل الجاليات الإسلامية والأرمينية والبرتغالية أو الشرقية الأوروبية التي أضحت تلعب دورا مؤثرا، إلى درجة سعي المترشحين في استمالتهم وكسب أصواتهم، من خلال تنازلات مثل ما عمد إليه ساركوزي بالنسبة للأرمن، مع اعتماد قانون تجريم إنكار مجازر الأتراك ضدهم. أما النقطة الثانية المؤثرة في الانتخابات الرئاسية، فهي كيفية تسيير ملف الأزمة المالية والاقتصادية وتبعاتها وكيفية امتصاص اهتزازاتها، وعلى رأسها تخفيض تصنيف فرنسا لديونها السيادية وفقدانها لتصنيفها الرئيسي ''3 أ''. كما يواجه ساركوزي دوليا مخلفات خسائر باريس التي دفعتها لتسبيق موعد سحب القوات إلى 2013 بدلا من 2014 والنتائج المحتشمة لمرحلة ما بعد الحرب في ليبيا. ويدرك ساركوزي أن اليسار مع هولاند استوعب تأخره، وقدم برنامجا يمكن من خلاله أن يجد الناخب الفرنسي عدة بدائل وأجوبة لتساؤلاته، خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ويقود الفريق الانتخابي لهولاند بيار موسكوفيتشي رفقة فريق متكامل ومتعدد التخصصات. ولتفادي أخطاء مترشحة اليسار، سيغولان روايال، في انتخابات 2007 وانزلاقات جوسبان، عمد فرانسوا هولاند إلى إشراك مقربي مارتين أوبري وتدعيم طاقمه بشخصيات مؤثرة أيضا، على غرار فرانسوا لامي وستيفان لوقول وجون ميشال بايلي، إضافة إلى ماغلين لوبروشو وميشال ديشو ومانتويل فالز وجون مارك أيرو، مع ضمان التواصل أيضا مع الحزب الشيوعي ورموز اليسار المتطرف مثل ميلينشو، وحتى الوسط الفرنسي، لضمان أكبر قاعدة واسعة في مواجهة اليمين التقليدي. الدبلوماسية تخترق الحملة الانتخابية بفرنسا هولاند يسعى لتبييض أيدي الاشتراكيين من دم حرب الجزائر يلوم أنصار الرئيس الفرنسي المنتهية عهدته، نيكولا ساركوزي، المرشح الاشتراكي، فرانسوا هولاند، على عدم قدرته التسيير، خاصة الدبلوماسي منه، كون الرجل لم يتقلد وظائف حكومية في السابق. وحسب برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس، يعمل المرشح الاشتراكي هولاند على تشكيل هيئة مستشارين دبلوماسيين لتنشيط الحملة الانتخابية من زاوية العلاقات مع الخارج، وكشفت النقاب عن الوجوه المرشحة للقيام بهذا الدور، إذ نجد من ضمنهم رئيس الحكومة السابق في عهد ميتران، لوران فابيوس، ووزير الخارجية الأسبق، هوبر فدرين، ورئيس الحملة الحالي، بيار موسكوفيتشي، وغيرهم من الوجوه المؤهلة للعب الأدوار الأولى دبلوماسيا وبمهارة في حال فوزه بالمنافسة. وفي حصة تلفزيونية مخصصة للمرشحين على قناة ''فرانس 2''، قال هولاند إن أول زيارة سيؤديها إلى الخارج ستكون إلى ألمانيا، لإعادة النظر في الاتفاق الأوروبي الذي يجده مجحفا في حق فرنسا. ما جعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدخل المنافسة لصالح ساركوزي. بينما قال مرشح جبهة اليسار، جان لوك ميلنشون، إن أول وجهة ستكون للجزائر، في حال فوزه بالانتخابات، وهو يدرك جيدا المعادلة في جني أصوات الفرنسيين من أصول جزائرية. ولم ينتظر هولاند الفوز بالانتخابات ليزور الجزائر. فقد زارها في 2008 بدعوة من حزب جبهة التحرير، وفي ديسمبر 2010 قبيل الانتخابات الأولية في الحزب الاشتراكي. بينما زارها وزير الداخلية كلود غيون منذ شهر، والتقى مع الوزير الأول أحمد أويحيى. ويناضل هولاند من أجل محو الصورة الملطخة لحزبه، والتي تتمثل في دور وزير الداخلية فرانسوا ميتران وقتذاك، والذي صار فيما بعد رئيسا لفرنسا. وبعد الزيارة الأخيرة للجزائر، قال هولند: ''أنا صديق للجزائر''. وعرّج على تلك الحقبة المأساوية، قائلا: ''فيما يخص العلاقة بين فرانسوا ميتران والوضع بالجزائر سنوات 1956 1957 كانت مؤلمة. كانت اختبارا عصيبا يجب مواجهته''، دون أن يقر بحق الاعتذار الرسمي عن تلك المأساة. لكنه قال أيضا إنه زار الرئيس بن بلة في بيته، والذي قال له بدوره إنه يحب فرنسا، لكنه حاربها بالسلاح. وزارها أيضا المرشح أرنو مونتبورغ من أم جزائرية قبل التصفيات في الحزب الاشتراكي، ونال المرتبة الثالثة. ويمكن القول إن نظرة الاشتراكيين الفرنسيين للجزائر اليوم على المحك، عكس اليمين الذي لا ينوي التغيير في مواقفه، إذا استثنينا الزيارات المتكررة للوزير الأول السابق جان بيار رافاران للجزائر، سعيا منه في مساعدة ساركوزي على مواجهة الأزمة الخانقة.
الجزائريون أكبر الجاليات في فرنسا والأفارقة ينافسون الأوروبيين رغم غياب أرقام رسمية حديثة عن عدد أفراد الجالية الجزائرية، إلا أن إحصائيات تعود لعام 2008 تضع المهاجرين الجزائريين على رأس قائمة أكبر جالية متواجدة في فرنسا، عربيا وإفريقيا، حيث تشير الأرقام المتوفرة إلى أن المهاجرين الأفارقة يتواجدون فوق التراب الفرنسي بنسبة 42 بالمائة، وهم بذلك يتجاوزون حتى المهاجرين من فضاء الاتحاد الأوروبي الذين تبلغ نسبتهم 38 بالمائة. وبخصوص الجالية الإفريقية، فإن الجالية الجزائرية تتفوق بثلاثة ملايين على أقل تقدير، تليها الجالية المغربية ثم التونسية. أما أوروبيا، فتتقدم الجالية البرتغالية، ومن القارة الآسيوية يتقدم المهاجرون الأتراك. وفي سياق متصل، تشير إحصائيات منشورة على الأنترنت لعام 2010 إلى أن فرنسا تحصي من المهاجرين ما يعادل 11 بالمائة من السكان، منهم 7 بالمائة مولودون خارج الفضاء الأوروبي، وأغلب أفراد هذه النسبة ينحدرون من منطقة المغرب العربي. وترتب فرنسا السادسة عالميا من حيث استقبال المهاجرين، بعد الولاياتالمتحدة (42 مليونا)، روسيا (12 مليونا)، ألمانيا (9 ملايين) والمملكة العربية السعودية (7 ملايين) وكندا (7 ملايين). كما تتحدث أرقام أخرى عن وجود 14 مليون فرنسي لديه أب أو جد مهاجر، وهناك 3 ملايين طفل مهاجر يعيش مع والديه المهاجرين في فرنسا. أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات السياسية ب''أكس مارسيليا'' عبد السلام الشريف ل''الخبر'' ''الأقليات المرئية في فرنسا عاجزة عن دعم أي مرشح في الانتخابات الفرنسية'' أكد الدكتور عبد السلام الشريف، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات السياسية ب''أكس مارسيليا''، أن انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة، على غرار سابقاتها، تكشف غياب الانسجام في الحياة السياسية الفرنسية، مشيرا في حديثه ل''الخبر''، إلى أنه مع كل انتخابات رئاسية تبرز على السطح مشكلات الأقليات وابتعادها عن العمل السياسي. حرص كل من ساركوزي وهولاند على مغازلة أصوات الأرمن واليهود، لكن لم يعر أي منهما اهتماما لأصوات بقية الأقليات بما فيها الفرنسيون من أصل جزائري، ما السبب في ذلك؟ لا بد من التأكيد أن أي مرشح لانتخابات الرئاسة يهتم بكل الأصوات، أيا كان حجمها، لكن ما هو حاصل أن هناك أقليات أكثر نفوذا من غيرها. وفي الحالة الفرنسية، هناك ما يعرف ب''الأقليات المرئية''، والمقصود بها الفرنسيون من أصول المغرب العربي ومختلف دول إفريقيا السوداء. هذه الأقليات لطالما عجزت عن التأقلم مع الحياة السياسية الفرنسية، وبالتالي التعبير عن مشكلات وتطلعات الأقلية المعنية، مع العلم أن هناك نجاحات من بين هذه الأقليات، لكنها تظل فردية ولا تعبر عن الطائفة، على عكس ما يحدث مع بقية الأقليات، مثل تلك المشار إليها، اليهودية أو الأرمينية التي اكتسبت قدرة أكبر على الانسجام مع الحياة السياسية، بفعل التقارب في الثقافة. في اعتقادي أن هذه الأقليات المرئية مطالبة بالتفاعل أكثر مع الحياة السياسية، ليس في الانتخابات فقط، وإنما في الفعل السياسي اليومي. والمثير للانتباه أن هناك جيلا من أبناء الأقليات المرئية من بات يعتقد أن باب الخلاص بالنسبة له يمر عبر المشاركة في السياسة، وهذا إيجابي في حد ذاته، لكنه يحتاج إلى التفكير بمنطق أعمق، ولا يكتفي بالخلاص الفردي. هذه الأقليات في حاجة إلى التنظيم والهيكلة والبحث عن القيم المشتركة بين كل الفرنسيين، بغض النظر عن أصولهم، إلى جانب التركيز على دور ومكانة الأقلية ومطالبها، كجزء لا يتجزأ من الجمهورية الفرنسية. هذا يعني أن هذه ''الأقليات المرئية'' لا يمكن أن تحسم الموقف بالنسبة للمرشحين من خلال تأييده في الانتخابات؟ مثلما قلت، الأقليات المغاربية والسوداء لا يتحدثون بصوت واحد، هناك نخبة تسعى إلى التمركز، من خلال إيجاد مكان لها في حزب الرئيس أو الحزب الاشتراكي، لكنها لا تتقدم بمشروع خاص بها. صحيح أننا نجد بعض المحاولات، مثلما هو الحال مع المغربية كنزة دريدي، المنقبة التي أعلنت نيّتها الترشح للرئاسة لحماية حقوق المسلمات، أو مثلما يقوم به رجل الأعمال من أصل جزائري رشيد نكاز، لكنها تبقى محاولات للفرجة لا أكثر، ليس لها أرضية سياسية ومشروع ترتكز عليه. ومن ثمة، فإن أصوات هذه الأقليات سيتقاسمها المرشحون حسب أهواء الأفراد، وليس حسب توجيهات من الطائفة، ما يعني أنها ليست بالثقل الذي يسعى المرشحون للفوز به، خاصة إذا أدركنا أن المرشحين في بحث عن دعم أساسه النفوذ والمال في المقام الأول. في اعتقادك، ما هو الرهان الحقيقي للانتخابات المقبلة؟ لا شك أنها اقتصادية، والحال لا يقتصر على فرنسا فقط، وإنما على كل الدول التي تعرف انتخابات رئاسية، مثلما هو الحال في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو روسيا. الشعوب اليوم تعاني من أزمة اقتصادية ضاغطة، وهو ما يجعلنا، كباحثين في المجال السياسي، نعتقد أن قدرة التيارات السياسية لم تعد تحدد خيارات الحكومات في طرق حل المشكلات السياسية. صحيح أننا خلال الحملة الانتخابية نسمع عن الكثير من الحلول والرهانات، على الأمن، البطالة وغيرها مما يتحدث عنه المرشحون، لكن يبقى الجوهر الاقتصاد بالنسبة للمواطن الحامل للجنسية الفرنسية والقادر على التصويت. الجزائر: حاورته سامية بلقاضي رئيس اتحاد الجامعيين الفرانكو جزائريين في مرسيليا عبد القادر حدوش ل''الخبر'' ''غالبية الفرانكو جزائريين لن يصوّتوا لساركوزي بسبب ازدواجية خطابه'' قال رئيس اتحاد الجامعيين الجزائريين والفرانكو جزائريين في مرسيليا، الدكتور عبد القادر حدوش، ل''الخبر''، إن غالبية الناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية لن يصوّتوا لصالح الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي في الانتخابات الفرنسية، المقررة في 22 أفريل القادم. وبالمقابل، أشار الدكتور حدوش إلى أن مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي، فرانسوا هولاند، يحظى بتعاطف أكبر من الناخبين ذوي الأصول الجزائرية والمغاربية، خاصة بعد تعهده بأنه سيعترف بأحداث 17 أكتوبر 1961 التي رمت فيها فرنسا متظاهرين جزائريين في نهر ''السين'' بباريس. ما هو التوجه العام للناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية ومغاربية في الانتخابات الفرنسية المقرّرة في 22 أفريل المقبل؟ أغلبية الناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية تميل للتصويت لمرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند، باعتباره الخيار الأفضل، إلا أن هناك فئة من هذه الجالية ممن تحتل مواقع في حزب ساركوزي مازالت وفيّة لهذا الأخير. ولكن، عموما، الفرنسيون من أصول مغاربية وحتى الفرنسيين أنفسهم، سئموا من ازدواجية الخطاب لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا، وأثرت على القدرة الشرائية للفرنسيين، ورفعت من نسبة البطالة. ولكن، ما البديل الذي يقدمه المرشح الاشتراكي للجزائريين المقيمين في فرنسا؟ المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند شارك في إحياء ذكرى 17 أكتوبر 1961 (تاريخ رمي متظاهرين جزائريين في نهر السين بباريس) إلى جانب الجالية الجزائرية في فرنسا وعدد من الناشطين اليساريين، ويتذكر الناخبون الفرانكو جزائريين وعود فرانسوا هولاند بأنه في حال وصوله إلى قصر الإليزي ستعترف فرنسا بأحداث 17 أكتوبر .1961 كما أن المرشح الاشتراكي وعد بأنه سيعطي الأجانب المقيمين لمدة عشر سنوات فما أكثر حق التصويت في الانتخابات المحلية في فرنسا، وهذا الأمر سيغير بكل تأكيد المشهد السياسي في فرنسا بعد عشر سنوات، بالنظر إلى الكم الهائل من الأجانب، خاصة الجزائريين، ومن أصول مغاربية، ومن المؤكد أنه سيعطي نفوذا أكثر لذوي الأصول المغاربية. ما هي الأسباب التي جعلت شعبية ساركوزي تتراجع في أوساط الناخبين من أصول جزائرية ومغاربية؟ مساندة ساركوزي لنظام بن علي في تونس إلى آخر لحظة أثر على شعبية ساركوزي لدى الناخبين ذوي الأصول المغاربية، خاصة التونسية، كما أن الناخبين من أصول جزائرية لن ينسوا قيام ساركوزي بقصف ليبيا قبل الجميع (في 19 مارس 2011)، وهذا أثار غضب الأوساط الجمعوية والسياسية من أصول جزائرية، لأنه بالنسبة لها اختيار هذا التاريخ ليس اعتباطيا وإنما له علاقة بالماضي الفرنسي (19 مارس 1962 تاريخ وقف إطلاق النار بين جيش التحرير الجزائري والجيش الفرنسي)، كما أن النخب الفرانكو جزائرية لم تتفهم قانون يجرّم من ينكر مجازر إبادة الأرمن في عهد الدولة العثمانية، ولو على حساب المصالح الاقتصادية الفرنسية مع تركيا، إلا أن النخب الفرنسية الحاكمة ليست لها الشجاعة كي تكون لها قراءة موضوعية للماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر، فلماذا سياسة الكيل بمكيالين، ولماذا التمييز بين الفرنسيين من أصول أوروبية والفرنسيين من أصول مغاربية. ذوو الأصول المغاربية أكثر عددا من ذوي الأصول الأرمينية، فلماذا لا تملكون نفس النفوذ والتأثير في السياسة الفرنسية الداخلية والخارجية؟ بالفعل، ولكن الأمر مرتبط بجوانب تاريخية وثقافية واقتصادية، فالأرمن مجموعة اقتصادية ضاغطة، وتحتل مكانة خاصة في الأوساط الفرنسية، ولديها حضورها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا. أما ذوو الأصول الجزائرية والمغاربية، فهم في معظمهم عمال بسطاء ولا يمكن مقارنتهم بالنخب الأرمينية، لا من ناحية الوزن الاقتصادي ولا من ناحية المستوى العلمي والثقافي. ولكن هناك تحول حاليا في أوساط ذوي الأصول الجزائرية والمغاربية، فهناك مثقفون يتكلمون بنفس المستوى والندية مع لوبيات الأرمن، رغم أن ذوي الأصول المغاربية منقسمو الولاءات بين عدة دول ومقسمون بيت تيارات سياسية فرنسية مختلفة. لكن هناك تطور بالنسبة لذوي الأصول الجزائرية، على مستوى الوعي السياسي والمطالبة بواجب الذاكرة. الجزائر: حاوره مصطفى دالع