وقع مؤسس شركة ''بيوفارم''، عبد الحميد كرار، ونائب رئيس الشركة البريطانية لصناعة الأدوية ''أسترا زينيكا'' المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، طارق رابح، أمس، على اتفاق شراكة لإقامة مصنع في ضواحي العاصمة لإنتاج أدوية تخص أمراض القلب والأعصاب والسرطان، بقيمة استثمارية قدّرها وزير الصحة، جمال ولد عباس، ما بين 50 و60 مليون دولار. كشف طارق رابح، في ندوة صحفية عقب إبرام الاتفاق في فندق ''سوفيتال'' أمس، أن شركته تعتزم إنتاج أدوية ''أتكاند'' و''كرستور'' لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، و''سروكال إي أر'' لعلاج أمراض الأعصاب، و''كازوداكس'' لعلاج أمراض السرطان والأورام. وأكد أن التغطية الاجتماعية العمومية للجزائريين في المجال الصحي يجعل السوق الوطنية من الأسواق المثيرة للاهتمام ''ما دفعنا إلى التخطيط للعمل في الجزائر على المدى الطويل، بإقامة مصنع لإنتاج الأدوية''، خصوصا أمام إبداء السلطات العمومية الرغبة في تسهيل الإجراءات للإسراع في تجسيد المشروع على أرض الواقع، حسب ما قاله المتحدث. وفي ظل تحفظ مسؤول الشركة البريطانية عن الإعلان عن تفاصيل المشروع والأرقام الخاصة به، بسبب عدم إتمام دراسة الجدوى، لم يتردّد وزير الصحة، جمال ولد عباس، في الإعلان أن القيمة الاستثمارية للمشروع تتراوح ما بين 50 و60 مليون دولار، في حين كشف مؤسس شركة ''بيوفارم'' الجزائرية، عبد الحميد كرار، أنه يتوقع بداية تسويق الأدوية المبرمج إنتاجها في المصنع الجديد، بعد انقضاء مدة 30 شهرا التي تتضمن الفترة التي تتطلبها الإجراءات الإدارية المرتبطة بمنح الاعتمادات والتراخيص، وإجراء التحليلات ومراقبة نوعيتها ومطابقتها بالأدوية الأصلية التي تنتجها شركة ''أسترا زينيكا''، في مسار قبول تسويق هذه الأدوية في الجزائر. وشدّد السيد كرار على أن المطلوب من السلطات المعنية هو تخفيف الإجراءات الإدارية، واقتراح فتح شباك واحد يتكفل بتسوية هذه الإجراءات، بدل ترك متعاملي القطاع تائهين، في مسار إتمامها من وزارة إلى أخرى، بالنظر لتعدّد القطاعات المتدخلة في تسويق هذه المنتجات. وذكر وزير الصناعة وترقية الاستثمار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، محمد بن مرادي، أن الحكومة منحت امتيازات عديدة لفائدة المستثمرين، من بينها الإعفاءات الجبائية المختلفة. كما تعهد بمرافقة مشروع الشراكة المبرم أمس، حتى يتم الإسراع في تجسيده في سبيل تقليص واردات الجزائر من الأدوية، بعد أن بلغت السنة الماضية قيمة 2 مليار دولار. وقال كرار، في تصريح ل''الخبر''، إن المصنع الجديد سيقلص من تبعية الجزائر في استيراد الأدوية التي ينتجها، باستثناء المواد الأولية، كون الشركات الأجنبية تمتلك براءة اختراعها وحقوق ملكيتها، مفيدا أن الشركة البريطانية ستقوم بتكوين إطارات جزائرية وفق بند من الاتفاق، ينص على نقل التكنولوجيا والكفاءة.