صدر عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ودار النشر ''ذاكرة الناس'' الجزائرية، كتاب ''تجديد الفكر الديني في الإسلام'' للفيلسوف والشاعر الصوفي الهنديّ المسلم محمد إقبال، في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، بتقديم الدكتور بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف. وأشار غلام الله في تقديمه المعنون ''محمد إقبال: التجربة الدينية بين التّفسير الأشعري والرؤية البرغسونية'' إلى أنّ هذا الكتاب شكّل طرحاً نوعياً متجدّداً للدِّين وأعاد قراءة القرآن بروح حيوية نتلمّس فيها اجتهادات السابقين وكيف نعيد العلاقة بين الروح والعقل في أفق التجربة الرياضية، معتبراً أنّ فلسفة محمد إقبال الدينية التجديدية استمرار لجذوة الاجتهاد الذي عرفته الحضارة العربية الإسلامية، لأنّه أعاد قراءة القرآن الكريم وفق رؤية كونية إنسانية تتلمَّس التجربة الصوفية الروحية التي تأثّر بها من خلال جلال الدِّين الرومي والبسطامي والحاتمي، كما أعاد استلهام الأشعرية واجتهادات فخر الدِّين الرّازي وابن حزم وابن خلدون والطوسي حين الحديث عن الإيمان والعلم، ولا يجد تعارضاً حين يعود لبرغسون وفلسفته الحيوية أو الفلسفة البراغماتية عند وليم جيمس بالخصوص وما توصّل إليه علم النّفس الحديث، كما تبيّنَت مقدرته في متابعة الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية. وأكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنّ محمد إقبال يسعى إلى وضع المعرفة الدينية في صورة علمية، من خلال إعادة قراءة القرآن الكريم وفقاً لمنهجه العملي وبالعودة إلى التصوف كرياضة روحية، حيث حاول تجسيد هذا المسعى في مجموعة محاضرات حاول أن يعيد من خلالها بناء الفلسفة الدينية الإسلامية. وقسّم المؤلف مصنّفه إلى مقدمة وستة فصول، حيث تطرّق في الفصل الأول ''المعرفة والرياضة الدينية'' للمسائل المشتركة بين الدِّين والفلسفة والشعر كطبيعة الكون الذي نعيش فيه. وتناول في الفصل الثاني ''البرهان الفلسفي على ظهور التجربة الدينية'' الفلسفة المدرسية التي تسوق ثلاثة أدلة على وجود الله، تعرف بالدليل الكوني ودليل العلّة الغائيّة والدليل الوجودي، معتبراً أن هذه الأدلة تنطوي على حركة حقيقة للفكر في بحثه وراء المطلق. وعرج في الفصل الثالث ''الألوهية ومعنى الصّلاة'' في محاولة منه لشرح الفردية على أنّها خاصية تتعلّق بالذّات الإلهية. وركّز في الفصل الرابع ''روح الثقافة الإسلامية'' على الفرق بين النّبيّ والصوفي في الصعود إلى مقام الشُّهود وعودتهما. وبيَّن في الفصل الخامس ''مبدأ الحركة في بناء الإسلام'' أنّ أساس الحركة في الإسلام هو الاجتهاد وهو على ثلاث درجات: حق كامل في التّشريع وهو يكاد يكون مقصوراً على أصحاب المذاهب، وحق نسبي ويمارس في حدود مذهب معيَّن وحقٌّ خاص يتعلّق بتعيين القاعدة الشّرعية التي يصحّ تطبيقها في حالة خاصة لم يُعيّنها أصحاب المذاهب. في حين قسَّم في فصل سادس ''هل الدِّين أمرٌ ممكن؟'' الحياة الدينية إلى ثلاثة أطوار: طور الإيمان، طور الفكر وطور الاستكشاف.