استمع محققون من الدرك الوطني لناقلين عموميين وموردي مواد غذائية متعاقدين مع شركات نفط في غرداية وورفلة، حيث تم تفتيش 5 مراكز تبريد في الجنوب، في إطار تحقيق حول تهريب أكثر من 800 طن من البطاطا إلى ليبيا. يحقق الدرك الوطني في ولايات إليزي وغرداية وورفلة في تهريب 800 طن من البطاطا إلى ليبيا خلال الفترة الممتدة بين شهري فيفري ومارس الماضيين، وكشف مصدر عليم بأن فرقة تحري تابعة للدرك الوطني فتشت 5 مراكز تبريد ثانوية تابعة لشركات توريد مواد غذائية متعاقدة مع مؤسسات نفط أجنبية، بعد حصول الدرك الوطني على وثائق تؤكد نقل حمولة 54 شاحنة كبيرة الحجم من البطاطا والبصل إلى منطقة عين أمناس، بفواتير تشير إلى أنها ستصل إلى شركات عاملة في مناطق التنقيب عن البترول بولايتي ورفلة وإليزي، وتوصل المحققون إلى أن كمية البطاطا التي مرت عبر أحد حواجز التفتيش الثابتة على مستوى الطريق الوطني الرابط بين ورفلة وإليزي خلال أسبوع واحد من شهر مارس 2011 تضاعفت 6 مرات، وتواصل نقل الخضراوات بشحنات تبريد كبيرة الحجم إلى منطقة عين أمناس. ويشتبه المحققون في تورط 3 مسيرين لشركات توريد مواد غذائية في التهريب، بعد أن أثبت التدقيق في وثائق شركات نفط عاملة في المنطقة بأن العقود التي تربط الموردين الثلاثة محل الشبهة مع شركات مختلطة بين سوناطراك والكنديين والفرنسيين ألغيت منذ عام ,2001 ورغم هذا تواصل نقل الخضراوات بفواتير تشير إلى أن الخضر والفواكه ستصل في النهاية إلى قواعد الحياة العملية في إنتاج النفط والغاز بولاية إليزي الحدودية. وقالت مصادرنا إن محققي الدرك الوطني استمعوا ل2 من المشتبه فيهم الثلاثة، ول5 سائقين، وعمال في مراكز تبريد، وتاجر جملة للخضر والفواكه بولاية غرداية. وقالت ذات المصادر إن وتيرة تهريب المواد الغذائية والخضر إلى ليبيا ارتفعت بشكل ملفت منذ شهر فيفري الماضي بولايتي إليزي وتمنراست، واشترى سكان المناطق النائية بالولايتين الحليب والزيت والسكر بأسعار قياسية غير مسبوقة. وشدد الدرك الوطني ومصالح مديريات التجارة في ولايات الجنوب، خاصة بولايتي إليزي وتمنراست، مراقبة تجارة الجملة وناقلي الخضر والفواكه والمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع منذ أيام، وبات تجار الجملة للمواد الغذائية والناقلون مجبرين على تقديم فواتير بيع المواد الغذائية بعد مغادرة ولايتي إليزي وتمنراست. وقررت مصالح التجارة التأكد من مبيعات الجملة للخضر والفواكه والمواد الغذائية بالجملة في عدة مناطق حدودية، بعد أن أكدت تقارير أمنية شراء مهربين كبار لشحنات من البطاطا ومن الدقيق والزيت والسكر ومسحوق الحليب والأرز، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية الإستراتيجية مؤخرا في عدة مناطق حدودية إلى مستويات قياسية، نتيجة لارتفاع الطلب وتهريب كميات ضخمة من الخضر والزيت والحليب والسكر إلى مالي والنيجر وليبيا. واشترى مواطنون في البلديات النائية بولاية تمنراست الكيلوغرام الواحد من البطاطا ب220 دينار، وعلبة الحليب الواحدة سعة رطل ب400 دينار، وبلغ سعر الكيلوغرام من السكر 120 دينار. ولم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود بين الجزائر وليبيا مهربي المواد الغذائية من النشاط.