تعرف حفاظات الأطفال المسوّقة على قارعة الطرقات، في أكياس تباع بالجملة، لا يتعدى سعر الواحدة منها عشرة دنانير، إقبالا واسعا من المواطنين محدودي القدرة الشرائية، والذين لا يتسنى لهم اقتناء العلامات المستوردة المعروفة بجودتها والمسوّقة في المحلات، وحتى تلك المنتجة محليا. تؤكد الأرقام التي تحصلت عليها ''الخبر'' من الجمارك، ارتفاع فاتورة واردات حفاظات الأطفال فقط إلى أكثر من 13 مليون دولار السنة الماضية، مقابل 15 مليون دولار من الحفاظات التي دخلت الجزائر سنة .2010 ورغم تنوع العلامات المسوّقة محليا وتعدّدها، إلا أن مراقبتها والتأكد من نوعيتها يبقى مستحيلا، خاصة أن عدد العلامات المسجلة في الجزائر، والتي يمكن التأكد من عدم تقليدها، يبقى محدودا. وأكدت مصادر مطلعة ل''الخبر''، أن وحدة معروفة قد طلبت خلال هذه السنة تدخل مصالح الجمارك للتأكد من استيراد كميات من حفاظات الأطفال، يشتبه في أنها مقلدة لهذه العلامة. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن مصالح الجمارك لا يمكنها التدخل في حالات العلامات التي لم يتم تسجيلها على مستوى المعهد الوطني للملكية الفكرية. من جهة أخرى، أكدت ذات المصادر أن معظم حفاظات الأطفال المسوّقة في الجزائر، والتي تشكل خطرا على صحة الأطفال، يتم إدخالها أو إنتاجها في الجزائر بطريقة غير قانونية، مشيرا إلى أن عمليات تحليل والتأكد من المواد المستعملة في إنتاج الحفاظات سيتم تكثيفها بدخول مخبر التجارب للمواد الصناعية حيّز الخدمة سنة .2013 ويتم استيراد حفاظات الأطفال من العديد من الدول، مثل مصر وتونس والولايات المتحدةالأمريكية والصين ودولة الإماراتالمتحدة وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبولونيا وألمانيا وسلوفينيا وتركيا. الجزائر: سمية يوسفي
بسبب تزايد الطلب عليها من طرف العائلات إغراق السوق بحفاظات تسبب الحساسية والالتهابات
تغرق السوق الوطنية بحفاظات تباع في أكياس كبيرة بالوحدة، يتم تسويقها من طرف مجموعة من تجار الجملة الناشطين في المجال، وتبقى أغلبها مجهولة المصدر وتسبب الحساسية والالتهابات للأطفال، بسبب عدم احترامها للمعايير. ورغم حجز فرقة قمع الغش التابعة للقسم الإقليمي التجاري لحسين داي في العاصمة 2060 وحدة من حفاظات مجهولة المصدر، إلا أن الحفاظات نفسها لازالت تعرض في الأسواق وبنفس المواصفات، بعيدا عن الرقابة. وتطرح الحفاظات مجهولة المصدر من مختلف الأنواع والأحجام، كما أنها مغلّفة بشكل غير صحي، ولا يوجد عليها أي تاريخ للصنع أو لانتهاء الصلاحية أو لمكان الصنع، رغم أنها مستوردة من الخارج. ويعترف المواطنون، خصوصا النساء، بأن هذه ''الحفاظات تتسبب في التهابات جلدية، من شأنها أن تؤدي إلى مضاعفات جانبية أخرى خطيرة، كارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الرضع''. وتقول السيدة عديلة: سبق لي أن اقتنيت مثل هذه الحفاظات، وأدت إلى حدوث قلق لطفلي بشكل مستمر، ناهيك عن التعرض لمختلف الأمراض الجلدية الأخرى. واشتكى عدد كبير من الأولياء من تعرّض أطفالهم إلى الإصابة بالتهابات غريبة على مستوى الجلد، مصحوبة بالحكة الشديدة. وتعرض الحفاظات بسعر 10 و15 دينارا للوحدة، ويتطلب استعمالها نقل أطفالهم لأطباء الطفولة. ويرفض المواطنون اقتناء الحفاظات التي تباع في الصيدليات أو لدى الوكالات المعتمدة، والتي توفر السلامة اللازمة، بسبب سعرها المرتفع. وسجلت مصالح الصحة عدّة حالات لإصابة رضع بأورام، بسبب الحفاظات مجهولة المصدر التي تحدث حالة طوارئ، بسبب جهل المواطنين لمدى خطورتها على صحة الرضع. وتتطلب صناعة مثل هذه الحفاظات الكثير من الإجراءات الوقائية التي تصل إلى التعقيم، تفاديا لتكاثر الجراثيم التي تهدّد صحة الطفل. ويؤكد المختصون بأن الحفاظات غير الصحية تتمخض عن الصبغات التي تمنح حفاظات الأطفال ألواناً جذابة، التي يسبب تفاعلها الكيميائي حساسية الجلد عند بعض الأطفال الرضع الذين يتعلمون المشي. كما حذّر الدكتور محمد توهامي، المختص في أمراض الأطفال والحساسية من أن ''الأطفال الذكور الذين يلبسون الحفاظات المبطنة بمادة بلاستيكية، قد يتعرّضون للإصابة بالعقم ومشكلات الخصوبة، عندما يصلون سن البلوغ''. وأضاف: ''يجب أن يتم الاختيار الصحيح للحفاظات، والتي يتم الكشف عن المواد التي تستعمل في صناعتها''. الجزائر: زبير فاضل
البروفيسور عمر خوجة يحذر ''الحفاظات المغشوشة تسبب أمراضا جلدية خطيرة للأطفال''
أكد الأخصائي في أمراض الجلد، البروفيسور عمر خوجة، أن استعمال حفاظات الأطفال المقلدة وذات النوعية الرديئة يتسبب في العديد من حالات الحساسية التي تتطور، في حال عدم التكفل بها، إلى التهابات بولية وجلدية. وأوضح البروفيسور عمر خوجة في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أن حفاظات الأطفال المسوّقة بأسعار منخفضة، يتم صنعها من مواد اصطناعية لا تحتوي على القطن، المعروف بامتصاصه الجيد للبول، ما يجعل الجلد في اتصال مباشر مع البول لمدة طويلة، تؤدي إلى إصابة الأطفال بأمراض حساسية الجلد التي تتطور لتتحوّل إلى ''إكزيما''. في نفس الإطار، قال عمر خوجة إن أمراض الحساسية الناتجة عن استعمال حفاظات الأطفال رديئة النوعية، يمكن أن تنتشر في كامل الجسم، كما تتسبب بالنسبة لأغلبية الحالات في تسجيل التهابات بولية وجلدية. من جهة أخرى، نصح البروفيسور الأولياء باستعمال الحفاظات ذات العلامات المعروفة بجودتها، عوض الإقبال على الحفاظات البخسة الثمن، والتي تتسبب في أمراض أخرى، تكون فاتورة الشفاء منها مضاعفة ثلاث مرات، حيث يلجأ الطبيب في هذه الحالات إلى إعطاء وصفات طبية تتضمن المضادات الحيوية. على صعيد آخر، نصح الأخصائي في الأمراض الجلدية الأولياء بالإسراع في معالجة أطفالهم من الالتهابات الجلدية الناتجة عن استعمال الحفاظات، وذلك بالتخلي عن استعمالها فورا وترك الطفل دون استعمال حفاظات أخرى حتى يشفى، دون استعمال المرهم. الجزائر: س. يوسفي
الشركات ترفض الكشف عن أرقام مبيعاتها حفاظات مغشوشة بأسواق العلمة وعين ولمان عرف سوق حفاظات الأطفال بولاية سطيف تطورا غير مسبوق، بحكم وجود الكثير من أسواق الجملة، زيادة على تمركز أكثر من 260 مستورد لمواد التجميل بسوق دبيبالعلمة. إلا أن عمليات الاستيراد العشوائية سمحت بدخول الكثير من الحفاظات الصينية الخطيرة، التي أكد الكثير من الأطباء تسببها في أمراض جلدية لا حصر لها للأطفال. فيما يبقى الإشكال القانوني الخاص بتصنيف هذه المواد لدى مديريات التجارة السبب الحقيقي في استمرار دخول هذه الحفاظات، ولم تتمكن وزارة التجارة لحد الآن من تحديد الدائرة التجارية التي ينتمي لها هذا السوق، وبقي الأمر يتراوح بين تصنيفها كمواد للتجميل أو مواد للتنظيف أو حتى مواد للصيانة، ما يفسر عدم حجز هذه المواد أثناء عمليات الرقابة الدورية لأعوان التجارة بسوق دبيبالعلمة، خاصة في الجهة الجنوبية بالولاية، وبالتحديد مدينة عين ولمان، حيث تصنع حفاظات محلية لا تتطابق مع المعايير المعمول بها بعيدا عن أعين الرقابة، فيما تبقى الشركات المختصة في صناعة مثل هذه المواد تعاني من انتشارها في السوق بسبب تدني أسعارها، فيما تطرح أكثر من علامة استفهام حول عدم كشف أرقام مبيعاتها لوسائل الإعلام، وهو ما لمسته ''الخبر'' أثناء اتصالها بمسؤولي شركة ''سانسيلا'' الجزائر المحتكرة لعلامات ''بودوس'' و''نانا'' التونسية المنشأ، حيث لم نتمكن من الحصول على أي معلومات لأسباب تبقى مجهولة، خاصة بعد ثبوت وجود حفاظات مغشوشة لنفس العلامة التجارية بسوق مدينة سطيف. وأكدت مصادر أن الشركة الأم بالعاصمة التونسية تشدّد على رمي الحفاظات المشوّهة وغير السليمة، فيما تتعمّد أطراف من داخل المصنع الموجود بولاية الطارف تسويقها في ولاية سطيف، لكثرة الطلب على الحفاظات، ما شوّه سمعة المنتوج الذي يحتل المرتبة الثالثة بعد كل من علامات ''بومبرز'' و''بامبيز''، فيما يبقى سعر الحفاظات مرتفعا نسبيا. فرغم تركيب مصنع بالطارف لكثرة الطلب، إلا أن التكلفة ظلت مرتفعة، مع نقص واضح في الجودة مقارنة بالمنتج المصنّع في تونس، وهي نفس العيوب التي تنطبق على باقي الشركات التي تستغل المنتوج الأصلي المصنّع في أوروبا، على غرار علامة ''بامبرز'' المصنّعة في ألمانيا. غير أن ما يتوفر عليه السوق يبقى بعيدا كل البعد عن تلك الومضات الإشهارية التي تطلقها هذه الشركات، حيث تبقى الحفاظات عرضة للجراثيم مع درجة حموضة غير ملائمة، في غياب الكريمات الملطفة للبشرة لدى الأطفال، ما قد يتسبب في أمراض العقم، على المدى المتوسط والبعيد. سطيف: عبد الرزاق ضيفي
رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين ل''الخبر'' ''نتلقى الكثير من الشكاوى من الحفاظات مجهولة المصدر'' حذّر رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، حريز زكي، أمس، من الاستمرار في بيع حفاظات الأطفال مجهولة المصدر، والتي تعرض في الأسواق بسعر 10 دنانير للوحدة، بما يهدّد صحة الأطفال، وطالب بتعزيز الرقابة أكثر. واعتبر المتحدث، في تصريح ل''الخبر''، بأن: ''الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين تتلقى باستمرار شكاوى من المواطنين الذين سببت الحفاظات لأطفالهم أمراض حساسية عالية''. وأضاف حريز: ''هناك من الحفاظات ما هو جيد، وهناك ما يسبب حساسية للأطفال. ولهذا، يجب فرض رقابة أكبر من طرف مصالح وزارة التجارة لحجز هذه الأخيرة''. كما تبقى ''الحفاظات مجهولة المصدر الأكثر خطورة. ولهذا، يجب في بداية الأمر أن يمتنع المواطن عن اقتنائها، لأن لا أحد يتحمّل مسؤوليتها فيما بعد''. واعتبر المتحدث بأن أطباء ومختصين في أمراض الجلد والحساسية وأمراض الأطفال حذّروا من استعمال بعض حفاظات الأطفال المصنوعة في بعض الدول الآسيوية، لعدم مطابقتها للمقاييس والمعايير الصحية، والتي من شأنها الحفاظ على المواد شبه الصيدلية، ما يجعلها عرضة لمختلف أنواع الجراثيم والبكتيريا التي تنتشر بشكل سريع. الجزائر: ز. فاضل