انفجر هدوء مدينة سطيف الذي خيّم على كل أرجاء وفضاءات المدينة، طيلة 021 دقيقة، وتحول إلى عاصفة بشرية جاءت من كل حدب وصوب، وهي تحمل الرايات الوطنية ورايات وفاق سطيفالبيضاء والسوداء، متجهة نحو الساحة المحيطة بعين الفوارة، محولة إياها إلى أمواج بشرية هائلة امتدت إلى غاية مقر الولاية، ما أدى إلى شلل تام لحركة المرور بشارع الثامن ماي 45. الكل هتف بحياة اللاعبين الذين تمكنوا من إهداء المدينة كأسها الثامنة، وإعادة تاج الريادة لفريق ''عين الفوارة'' المتزعم للفرق الأكثر حصولا على السيدة الغالية. وقد تفنن أنصار الوفاق من الجنسين في الاحتفال بهذا التتويج، حيث أشعلوا الألعاب النارية ''الفيمجان '' وقارورات مبيد الحشرات، كما اختلطت هتافات الشباب بزغاريد النساء المنبعثة من كل الشرفات المتواجدة على حافتي الشارع، في حين حولت منبهات السيارات والشاحنات وحتى الدرجات النارية هدوء ليل سطيف وسكونه إلى صخب وضجيج عارم. ونفس الديكور صنعه الأنصار بأحياء طانجة، لاندريولي، البيرقاي، دلاس، بلير، الشيمينو، لانقار، بوعروة وكعبوب إلى جانب أحياء 1014 مسكن، 600 مسكن، 1000 مسكن وغيرها من المناطق الحضرية والقرى المحيطة بمدينة سطيف. واستمر الاحتفال والصخب إلى ساعات متقدمة من فجر اليوم، خاصة مع توافد قوافل الأنصار الذين تنقلوا مع الفريق إلى العاصمة.. كما توجه الكثير منهم نحو المخرج الغربي للمدينة لانتظار وصول الأبطال ومرافقة الحافلة التي تقلهم نحو عين الفوارة حتى تشرب العروس من مياهها وتعود ثانية، كما تؤكده الأسطورة حول هذه العين ومياهها العذبة. ونشير إلى أن مصالح الاستعجالات بمستشفى سطيف ومختلف المراكز الطبية استقبلت الكثير من الأنصار أثناء وبعد المباراة، بسبب الإغماءات الناتجة عن ارتفاع نسب السكر في الدم وكذا الضغط، وهو ما يؤكد الحب والوفاء المتبادل بين السيدة الكأس وأنصار وفاق سطيف