بدا صانع ألعاب وفاق سطيف، عبد المومن جابو، متواضعا عند حديثه عن تتويج فريقه بكأس الجزائر لموسم 2012، حيث وبالرغم من أن الجميع، بدءا برئيس الفريق حسان حمّار، يشهد له بمساهمته بنسبة كبيرة في نيل هذه ''الثامنة''، إلا أنه في كل مرة يتحدث بصيغة الجمع، مؤكدا في هذا الحوار الذي خص به ''الخبر''، أمس بسطيف، أنه قام بواجبه فقط. كأس الجزائر، البطولة، المنتخب الوطني، فكرة احترافه.. كلها محاور تطرق لها جابو في هذا الحوار الذي ترجم حقيقة تواضع جابو، الذي رغم أن الجميع هنا بسطيف يهتف باسمه، إلا أنه بدا بسيطا في إجاباته ومتواضعا، بدليل أنه أرضى كل الأنصار الذين طلبوا منه أخذ صور تذكارية معه. بداية، كيف تعيش نشوة التتويج، لاسيما وأنها الكأس الأولى لك في مشوارك الكروي؟ - الحمد لله.. لا يمكن وصف هذا الشعور الذي سيبقى راسخا في ذاكرتي مدى الحياة، لأنني ساهمت ولو بقسط صغير في إسعاد الآلاف من أنصار مدينتي التي تربيت فيها وترعرعت فيها منذ صغري. ولو توجت بهذه الكأس مع فريق آخر، غير وفاق سطيف، لتغير الطعم ولما عشت هذه الأجواء التي لا توصف. بصراحة، هل كنت تتوقع هذا التتويج بالكأس الثامنة ؟ - قبل المقابلة النهائية أمام شباب بلوزداد، كنت مقتنعا بأن الكأس ستشرب من عين الفوارة، بدليل أنني كنت واثقا بدرجة كبيرة، لاسيما في فترة التحضير لهذا النهائي بولاية تلمسان، حيث عشت أجواء جعلتني أتفاءل بنسبة كبيرة، خاصة بعد عودة الروح إلى المجموعة. .. حتى بعد هدف التعادل الذي وقعه عمار عمور؟ - مع كل احتراماتي للمنافس الذي أدى مباراة في المستوى، أقسم لكم بالله.. أنني لم أشك ولو لحظة في إمكاناتنا، بدليل أننا لم نفقد أعصابنا وحاولنا تدريجيا التخفيف من وقع هدف التعادل، من خلال امتصاص حرارة شباب بلوزداد والقيام بهجمات معاكسة. والحمد لله، وفقنا في إمضاء الهدف الثاني عن طريق زميلي بن موسى، وهو الهدف الذي أعتقد أنه حطم معنويات لاعبي شباب بلوزداد. هل شعرت بالضغط وأنت تلعب النهائي أمام أعين كبار الشخصيات الكروية كبلاتير وحياتو.. ؟ - حاولت منذ البداية التخلص من الضغط، لأنه سيجعلك تقوم بتصرفات عشوائية، لكن الحمد لله تحكمت في أعصابي. والأكثر من هذا، فإن حضور رئيس الفيفا جوزيف بلاتير ورئيس الكاف عيسى حياتو ورئيس الجمهورية منحني ثقة كبيرة في النفس للقيام بواجبي. وحتى المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش كان حاضرا.. - صحيح، حضور المدرب الوطني حفزني على مضاعفة المجهودات. والحمد لله لم تذهب مجهوداتي ومجهودات بقية زملائي هباء منثورا. هل هي رسالة للمدرب الوطني.. ؟ - ما قمت به خلال المقابلة ما هو إلا واجب فقط. وبصراحة وبكل تواضع، أثق في إمكاناتي، وفي الوقت المناسب سأفجر طاقتي وأثبت للجميع من يكون جابو. هل هذا يعني أن المدرب الوطني لم يمنحك الفرصة لتفجير هذه الطاقة؟ - لحد الساعة لم تتح لي الفرصة لإثبات قدراتي، وهذا لا يعني أن المدرب الوطني مقصر في هذا الأمر، بل بالعكس التقني البوسني يقوم بعمل جبار وهو يدرك ما يقوم به، وأنا على يقين بأن الفرصة ستأتي لا محالة. المدرب الوطني حاليلوزيتش في كل مرة يصرح بأن جابو عليه التخلص من ''الحياء الزائد عن اللزوم''، أو بمعنى آخر ''الحشمة''، ما تعليقك؟ - أنا لاعب عادي ولا أفهم ماذا يقصد بمصطلح ''الحشمة''، لكن أؤكد أنني لا أغش فوق الميدان، وفي كل مباراة أقدم كل ما عليّ. وأعيدها وأكررها، عندما تتاح لي الفرصة سأثبت ''واش يسوى جابو''. مردودك في وفاق سطيف يختلف تماما عن مردودك مع المنتخب الوطني، كيف تفسر ذلك؟ - بطبيعة الحال، فكل لاعبي وفاق سطيف أعرفهم جيدا ونقضي مع بعضنا أوقاتا كثيرة، وعليه فإن كل لاعب في الفريق يعرف ماذا سيقوم به الآخر أثناء المقابلات، لكن في المنتخب الأمر يختلف، لكن سأحاول التأقلم مع المجموعة. كيف تلقيت خبر اعتزال القائد عنتر يحيى والظهير الأيسر نذير بلحاج اللعب دوليا؟ - اعتزال عنتر يحيى اللعب دوليا خسارة كبيرة للمنتخب وللكرة الجزائرية وحتى بالنسبة إليّ. وضّح؟ - عنتر يحيى كان قائدا بأتم معنى الكلمة، فكان بمثابة حلقة وصل بين اللاعبين المحليين والمحترفين. ولا أخفي أنه كان يجلس معنا خلال التربصات ويقضي أوقاتا كثيرة معنا، إلى درجة أننا لا نشعر أن هناك لاعبا محليا وآخر محترفا. وبذهابه عن المنتخب ستخسر الكرة الجزائرية مدافعا من الطراز العالي. هل يفهم من كلامك أنه خلال تربصات المنتخب هناك فرق بين اللاعب المحلي والمحترف؟ - لا أقصد ذلك.. كثر الحديث هذه الأيام عن احتمال خوضك تجربة احترافية في الخارج، ما صحة هذه الأخبار؟ - أطلع على هذه الأخبار عبر وسائل الإعلام لا غير، فلحد الساعة لم أتلق أي دعوة رسمية من أي كان. لكن العديد من ''المناجرة'' أكدوا رغبتهم في التكفل بملف احترافك.. - صحيح، أتلقى يوميا مكالمات عديدة من مناجرة محليين وأجانب، لكن لحد الساعة ليس هناك أمر ملموس. مناجير موناكو الفرنسي شاهد المباراة النهائية من مدرجات ملعب 5 جويلية، وكان يقيم بفندق الهيلتون، وهو نفس الفندق الذي اختارته إدارة الوفاق للإقامة قبل النهائي.. - صحيح، سمعت بذلك، لكن لم أتحدث معه ولم أشاهده.. من هي الفرق الأجنبية التي سمعت أنها تريد خدماتك؟ - قرأت على صفحات الجرائد عن العديد من الفرق، من بينها موناكو، مونبوليي ولانس.. هل يفضل جابو البطولة الفرنسية الدرجة الأولى أم ناديا محترفا أجنبيا وفقط؟ بطبيعة الحال، الدرجة الأولى الفرنسية. وإذا وصلك عرض من الخليج، هل ستتنقل للعب هناك؟ - كل شيء بالمكتوب، لكن سأدرس العرض من جميع النواحي. هذا يعني أنك لا تمانع اللعب في الخليج؟ بطبيعة الحال. وفي حالة فشل المفاوضات، ما مصير جابو؟ - سأبقى في الوفاق السطايفي، وهذا ما قلته لرئيس الفريق حسان حمّار الذي وعدته بالتجديد في حالة بقائي في الجزائر. طموحات جابو مع الوفاق في نهاية هذا الموسم؟ - بعد نيلنا كاس الجزائر سنرمي بكل ثقلنا في منافسة البطولة، وسنعمل جاهدين لتحقيق الثنائية، إن شاء الله.