تخطت الحملة الانتخابية لتشريعيات العاشر ماي المقبل حدود العرف والتقاليد بولاية تيبازة، فلم يتوان المترشحون في استعمال كل الأساليب، من كذب على المواطنين ورسم أحلام طوباوية وشراء الذمم، وكان آخر ما جادت به قريحة أحد قادة الأحزاب الكبيرة بالولاية توزيع المصاحف لاستمالة الناخبين. كشفت الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية بولاية تيبازة عن أساليب جديدة للدعاية لم يألفها المواطنون، على غرار ما قام به أحد المعروفين في الساحة السياسية، والمنتمي لحزب كبير، حيث لم يفوت مناسبة تكريم النسوة المتمدرسات بمحو الأمية ليقدم لهن وعودا زائفة بتمكينهن من ''عمرة'' في حال فوز قائمته، قبل أن يوزع عليهن مصاحف بداخلها ورقة انتخب على حزبه، ودوّن في آخر ورقة من المصحف عبارة يُذكر عليها ختم الحزب وإمضاء المعني، الأمر الذي أثار باقي المترشحين وممثلي الأحزاب، وحمل رئيس اللجنة البلدية المستقلة لمراقبة الانتخابات، إلى إبلاغ اللجنة الولائية بهذا التجاوز. واتخذت الحملة أشكالا أخرى من سبل الدعاية، فخرج أحد المترشحين ببلدية شرقية على الملأ بصفة الكريم الحريص على بطون ''الزوالية'' بتوزيع أكياس السميد ومبالغ مالية، وتقديم كل ما يطلبه الناخب، شريطة ألا يذهب صوته لغيره متناسيا أن من جاد عليهم اليوم في إطار الحملة لم يهتم لأمرهم طيلة عهدة انتخابية يقضيها بالمجلس البلدي، فيما قام مترشح آخر بإخراج صناديق التمر من منطلق ''ولئام الناس للملح نكار''. كما تحولت مآسي الناس إلى سوق انتخابي فلم يتردد بعض المترشحين في تحويل واجب العزاء إلى دعاية انتخابية، وشهدت مناطق مختلفة من الولاية توافدا ملحوظا لقوافل المترشحين على الجنائز، آخرها ما عاشته جنازة الضحية الذي قتل بمنزله بأحمر العين، وأخذت التصريحات ''الكاذبة'' لبعض القوائم الانتخابية نصيبها من الحملة، حيث لازمت صفة ''الإطار'' أغلب القوائم، وهي الحيلة التي لم تنطل على أبسط المواطنين ممن يعرفون محدودية مستوى بعض المترشحين العاملين بمؤسسات عمومية أو خاصة في وظائف بسيطة. وتسببت حملة تشريعيات 10 ماي في تشويه المنظر العام لجميع المدن بهذه الولاية السياحية، بعد أن كلف المترشحون الشباب البطال بوضع الملصقات في الشوارع، وعلى واجهات المؤسسات العمومية وإشارات المرور، في مشهد كشف عن إباحة المحظور الذي اكتفت فيه اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات بتدوينه.