تظهر نتائج أول عمليات فرز أصوات الناخبين، التي انطلقت مباشرة بعد غلق مكاتب الانتخاب، بأن الفوز حليف حزب جبهة التحرير الوطني في أغلب الولايات وحتى في المهجر. ويليه، حسب الاتجاه العام للعملية، ''تكتل الجزائر الخضراء''. فيما توزعت بقية المراتب على أحزاب كثيرة. في ولاية الجلفة مثلا، أوضحت بداية عدّ الأوراق الانتخابية بمكتب في حاسي بحبح، أن الأفالان متقدم عن بقية الأحزاب المشاركة في الانتخابات. وتأتي الجبهة الوطنية من أجل الوئام في المرتبة الثانية، ثم جبهة الوفاق الوطني. وفي مكتب انتخاب بخميس مليانة بولاية عين الدفلى، حل الأفالان في الريادة بعيدا عن الحزب الوطني للتنمية، ثم جبهة المستقبل. أما التكتل الإسلامي والأرندي فقد حصلا على مرتبتين بعيدتين عن الأفالان وحتى عن أحزاب حديثة النشأة. وفي مركز انتخاب بذراع بن خدة ولاية تيزي وزو، بدا التنافس محموما بين الأفالان والأفافاس. فالأول حل في المرتبة الأولى، يليه الثاني مباشرة بفارق أصوات ضئيل. فيما جاء التكتل الأخضر ثالثا وبعده حزب العمال رابعا. وعلى عكس القبائل الكبرى، جاء حزب حسين آيت أحمد الأول في مركز انتخاب بمدينة بجاية، بعيدا نسبيا عن جبهة التحرير. وتقاسم الأرندي وحزب العمال بقية الأصوات. وتشير الأصداء الأولية إلى أن التكتل الإسلامي حقق فوزا عريضا في ولاية جيجل. وهي نتيجة ليست غريبة، لأن هذه الولاية كانت دائما معقلا للإسلاميين، والتنافس فيها كان دائما بين الأحزاب الإسلامية وجبهة التحرير، ونفس الأمر بولاية سطيف التي تراوحت بين الأفالان والتكتل. وبولاية الجزائر، أظهرت النتائج الأولية بمكتب انتخاب بحسين داي تقاربا في النتيجة بين الأفالان والتكتل الإسلامي. نفس التقارب حدث في مكتب آخر بحسين داي، لكن بين الأفالان والأفافاس. وفي باش جراح حافظ الأفالان على الريادة التي حصل عليها في تشريعيات 2007 متبوعا بحزب العمال. وحصلت قائمة حرة بالعطف بولاية غرداية على الأغلبية، وجاء بعدها الأرندي. وفي باتنة اتضح الصراع محموما على المراتب الثانية والثالثة والرابعة بين حزب العمال وجبهة المستقبل وجبهة العدالة والتنمية والأرندي في ثلاثة مراكز انتخاب، لكن بعيدا عن الأفالان الحاصل على الريادة، بحسب النتائج الجزئية. وفي حاسي مسعود بولاية ورفلة، ابتعد الأفالان كثيرا عن حزب أويحيى وحزب العمال. أما في ولاية المدية فكان التنافس شديدا في مركزين انتخابيين بين الأفالان والتكتل الأخضر وأحزاب أخرى، مثل حركة الأمل (يترأس قائمتها مناضل سابق في الأفالان) والتحالف الوطني الجمهوري وحزب الشباب. وفي ولاية سطيف ذات الكثافة السكانية الكبيرة، تفيد إحصاءات الفرز في عينة من المكاتب، بأن التحالف الإسلامي الثلاثي احتل المراتب الأولى، متبوعا بمنافسه الأفالان. بينما حلّت قائمة جبهة المستقبل بقيادة رئيس وفاق سطيف في المرتبة الثالثة في بعض مكاتب التصويت. كما تشير مراصد مراسلي ''الخبر'' إلى أن الأفالان سيحتل المرتبة الأولى في ولايات ورفلة وأدرار والطارف وتيسمسيلت وعين الدفلى. ويعطي التوجه العام للناخبين في أوساط الجالية الجزائرية في الخارج، فوزا لجبهة التحرير الوطني أيضا. وتعكس النتائج الجزئية التي جمعتها ''الخبر'' من مكاتبها ومراسليها بغالبية الولايات، التفاؤل الذي أظهره أمين عام الأفالان، عبد العزيز بلخادم، قبل انطلاق الحملة الانتخابية، إذ صرح بأن حزبه سيحتفظ بالريادة.