عرف اليوم الثالث من فعاليات بانوراما الأشرطة والأفلام الثورية، عرض شريط وثائقي للمخرج عبد الرحمان مصطفى، تحت عنوان ''كاسان''، حول معتقل الموت ''كاسان''، الاسم الذي أطلقته إدارة الاستعمار الفرنسي على مدينة ''سيدي علي'' التاريخية المجاهدة، الواقعة شرق مستغانم على مسافة 52 كلم، والذي حوّل مؤخرا الى متحف ولائي لحفظ ذاكرة المنطقة. تتواصل تظاهرة بانوراما الأشرطة والأفلام الثورية بالقاعة الحمراء بدار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي بمعدل عرضين في اليوم متبوعين بمناقشة، مقتصرة الى اليوم الثاني على التوالي، على عرض أشرطة وثائقية ذات أهمية تاريخية كبرى، تم عرض شريط وثائقي بعنوان ''كاسان'' عن معتقل الموت بمدينة ''سيدي علي'' والذي يقدّم صورة مقرّبة لمعاناة وألم سكان منطقة الظهرة، أحد معاقل ثورة التحرير، حيث تجاوزت الشهادات الحية للناجين الخيال السينمائي لفظاعة التعذيب الوحشي، الذي تفنّن في تقنياته وأنواعه من التعذيب النفسي والبدني سلطات الاحتلال، التي فتحت ابواب زنزانات معتقل ''سيدي علي''، لكل جزائري ثائر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد حوادث 8 ماي 1945، الى غاية استرجاع السيادة الوطنية 1962، وعرف خلال ثورة التحرير حسب الشهادات الحية، اعتقال أكثر من 42 ألف جزائري وجزائرية، استشهد منهم قرابة 3500 من جراء التعذيب ورمي زهاء 600 جزائري بالآبار المجاورة للمعقل. لتقنن فرنسا الرسمية بعد مرور 50 سنة، والجرح لا يزال ينزف، تمجيد فرنسا الاستعمارية على دورها الايجابي في المستعمرات. ولقي الشريط اهتماما كبيرا من طرف الجمهور المتواضع الحاضر بالقاعة الحمراء، بما فيهم بعض الفنانين الذين تابعوا وقائع الشريط. يروي الشريط في 52 دقيقة، حكاية معتقل ''كاسال''، من خلال الشهادات الحية مؤثرة لمعتقلي المحتشد وأنواع التعذيب الوحشي الذي سلطت عليهم من طرف قوات الاحتلال الفرنسي، الى درجة انفجار الممثلة كشود عايدة بالبكاء حيث غادرت القاعة دون أن تكمل الشريط.