لا يمكن توقّع الحصول على ميداليات في الألعاب الأولمبية خرج، أمس، الهاشمي جيّار، وزير الشباب والرياضة، عن صمته واتهم صراحة مسؤولي الأندية بالتلاعب بنتائج المباريات من خلال استفحال ظاهرة البيع والشراء في كرة القدم. قال جيّار، أمس، على هامش كلمته في الندوة الوطنية لإطارات الرياضة بسطيف، إن الوزارة ''ستتخذ إجراءات صارمة لوضع حد للكوارث التي ألمّت بالرياضة الجزائرية''، مضيفا ''سكتنا كثيرا عن ظاهرة بيع وشراء المباريات والوضع استفحل في الكرة الجزائرية، لذلك أقول ''بركات'' وكفانا مهازل''، مواصلا القول ''أصبحنا نسمع كل يوم عن بيع وشراء مباريات كرة القدم وعن اتهامات علنية، وإذا نحن سكتنا، فمن الذي سيتكلّم؟''. ودون أن يذكر أسماء، قال الوزير جيّار إن هناك أقلية ''حاولت أن تجعل الرياضة الجزائرية رهينة، حتى تفعل بها ما تريد، ولا يمكننا السماح لبعض الأشخاص أن يلعبوا بالرياضة، كما أنه لا يمكننا دخول المرحلة الجديدة بالأساليب القديمة''، في إشارة إلى الإصلاحات الرياضية التي تقوم بها الدولة منذ سنتين. ودعا وزير الشباب والرياضة، في سياق حديثه، الأشخاص الذين أخطأوا في حق الرياضة إلى العودة إلى رشدهم، مشيرا ''من غير المعقول أن يصل طمع بعض المسؤولين، حد حرمان الرياضيين من تربصات خارج الوطن، هذا أمر خطير ولا يمكن أن نسكت عنه''. وانتقد الوزير جيّار الاتحادات والجمعيات، بسبب ما وصفه ب''سوء التسيير''، مشيرا ''منذ سنة 2007 لم تعد هناك وصاية على الجمعيات والاتحاديات، والسلطة منحت لها الاستقلالية حتى تعمل بحرية، خاصة في مجال التسيير المالي، لكن من أجل التسيير الحسن وليس السيء''. وعرّج الوزير أيضا في حديثه على اللّجنة الأولمبية الجزائرية، وردّ على رئيسها الدكتور رشيد حنيفي قائلا: ''هذا الشخص يحاول أن يقحمنا في أمور ليس لنا فيها دخل لا من قريب ولا من بعيد، فالذي لديه مشكل يحاول أن يحله على مستواه، وغير مقبول الكذب واتهام الدولة، ظلما وعدوانا، وأعضاء المكتب التنفيذي لهذه اللجنة وقفوا على سوء تسيير فقاموا بما يجب القيام به، ونحن لا ناقة لنا ولا جمل في كل هذا، لأننا لا نتدخل إلا من أجل الصالح العام، ونحاول تقديم يد المساعدة لكل من يبذل جهدا ويعمل بكل جدية''. وحسب الهاشمي جيار، فإنه لا يتوقع أن تحصد الجزائر ميداليات في لندن خلال الألعاب الأولمبية، متسائلا ''كيف يمكن توقّع الحصول على ميداليات في الألعاب الأولمبية ونحن لم نقم بتكوين رياضيين''، مؤكدا أيضا بأن التكوين الذي انتهجته الدولة قبل عامين من أجل تطوير الرياضة ''لا يمكن أن يعطي ثماره الآن''، مضيفا ''يد واحدة ما تصفق''، والدولة وحدها لا يمكن أن تفعل شيئا، يجب أن نحدّد العلاقة بين الطرفين بصفة نهائية، ولا يمكن أن نوافق على استفادة أي مسؤول من مليار سنتيم من الدولة ليصرفه على الرواتب الشهرية للعمال بدلا من استخدامه في تطوير الرياضة''.