لم يعلم أحد من أفراد عائلة الصغير ''ق. محمد سعد الدين'' من مدينة بريكة بولاية باتنة، أن ابنهم سيلقى حتفه مشنوقا بحبل كان يلهو به فوق سطح البيت العائلي، الذي تحوّل إلى قبلة للمعزين. من شدة هول الحادثة التي هزت مدينة بريكة، انتقلت ''الخبر'' إلى بيت سعد الدين، لتقف على وقائع ما جرى وما غيّر حياة سعيدة كانت تنعم فيها هذه الأسرة، إلى ما يشبه الكارثة التي لم يستفق أهل الضحية بعد من صدمتها وتبعاتها التي لا يمكن نسيانها بسهولة. محمد هو آخر العنقود، رحل عن الدنيا التي كان يعد فيها بالكثير لوالديه وأخواته البنات وشقيقه، بطريقة تراجيدية لم يصدّقها الكثير من سكان مدينة بريكة المعروفة بهدوئها. وفي تفاصيل ما جرى، يقول أحد أفراد العائلة: ''ربط محمد حبلا بقطعة من حديد بباب السطح للتأرجح عليه هو وأخته الصغرى، وقام بوضع قطعة من الكرتون على الأرض أين وجدت جثته معلقة لكي لا يتألم عند تعرضه للسقوط، وراح يتأرجح هو وشقيقته الصغرى التي نزلت بعد أن تعبت من اللعب، غير أنه واصل اللعب الذي أودى بحياته ولم يكتشف والده هذه المأساة إلا بعد أن بح صوته من المناداة على فلذة كبده لتناول وجبة العشاء. كان المعزّون الذين ضاق بهم البيت يسمعون هذا الكلام وهم يذرفون الدموع بحرقة شديدة، ولم يستطع أحد كتم حزنه سواء بالبكاء أو الصراخ الذي دوّى المنزل الذي غشته الكآبة ولبس وشاح الحزن الشديد. محمد سعد الدين كان تلميذا متفوقا في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي بمدرسة حناش الهاشمي بحي 1000 مسكن. ويؤكد مدير المدرسة في اتصال مع ''الخبر'' أن معدله لم يكن يقل عن 9 على .10 مضيفا أن محمد كان مثالا في حسن السيرة والسلوك وممتلئا بالحياة والطموح رغم صغر سنه. وأكد جميع من تحدثت إليهم ''الخبر'' ممن عرفوا محمد، أنه كان يهوى اللعب بالحبل الذي فقد بسببه حياته، كما كان متعلقا بالألعاب مع أصحابه وزملائه في المدرسة والشارع. تركنا البيت على دموع الطفل ''ي.خ '' صديق محمد الذي راح يكفكف دموعه وهو يقول إنه لن يشاهد صديقه يلعب معه ولن يراه أمامه ثانية بوجهه المشرق الباسم.