تسبّبت ندرة الوقود في تقلص المساحات المخصصة لزراعة البطاطا بتبسة، بعد أن كانت تضم عديد المحيطات الفلاحية ببلديات فركان نقرين والحويجبات والماء الأبيض والشريعة، والتي كانت تؤهلها لإغراق السوق الجزائرية بهذا المنتوج الاستراتيجي. وفي ذات السياق، كانت الجهات المختصة بولاية تبسة تتوقع زرع 2500 هكتار على مستوى الولاية، بعد أن حاولت تهيئة كل الظروف الموضوعية لذلك، غير أن تلك المجهودات حققت فقط مساحة لا تتجاوز 1560 هكتار، بسبب ندرة البذور، وتخلي الفلاحين عن الاستثمار في هذه المادة الاستراتيجية بسبب عرض بذور في أسواق موازية غير مطابقة للمواصفات العلمية الفلاحية المطلوبة من قبل مصالح الإرشاد الفلاحي. وتحدث فلاحون بمنطقة الماء الأبيض عن أسباب تقليص مستثمرات زراعة البطاطا بكونهم أثقلوا بتكاليف مواد تحسين المنتوج، وضعف التيار الكهربائي الممون لأغلبية المستثمرات الفلاحية، وعدم توفر نصوص قانونية تمنح الفلاح امتيازات لحيازة مولدات ومكثفات كهربائية تبدّد كل مخاوف وأخطار احتراق وتعطل مضخات مياه الآبار الفلاحية، وهو ما اضطر بعضهم إلى اقتناء كميات من المازوت بواسطة استغلال صفة بطاقة المستثمر الفلاحي، إلا أن الكميات الممون بها لا تفي غرض تشغيل الآبار وآليات المعالجة بالأسمدة والغرس والجني، في ظل حرمان بلديات ولاية تبسة من دعم المواد الطاقوية التي رفعت من سعر تكلفة المنتوج. وحسب العارفين بخبايا إنتاج هذه المادة الاستراتيجية، فإن فشل تحقيق إنتاج 630 ألف قنطار من خلال زراعة 2500 هكتار، تقف وراءه مافيا تهريب الوقود وتعقيدات تزويد الفلاح بالمازوت، ومنحه امتيازات كبيرة للاستفادة من الطاقة الكهربائية القوية.