شدد المدير العام لبريد الجزائر، محمد العيد محلول، أن السيولة متوفرة بكميات وأنه لا مجال للحديث عن الندرة. مشيرا أن حجم عمليات السحب تقدّر ب 12 مليار دينار أو 1200 مليار سنتيم يوميا. أوضح محلول في تصريح خص به ''الخبر'' ''الحديث عن موضوع التزويد بالسيولة في بعض المكاتب البريدية أسال الكثير من الحبر ومن خلال جريدتكم الموقرة أريد أن أنبّه الرأي العام وزبائن بريد الجزائر أن موضوع السيولة النقدية لا يطرح إشكالا لا من حيث وفرتها أو توزيعها في مختلف المكاتب البريدية، لأن مؤسسة بريد الجزائر منذ ما يقارب السنة أولت أهمية لهذه الخدمة وخصصت فريقا من الإطارات يحرص بشكل يومي على تسيير السيولة من حيث وفرتها وتوزيعها على مختلف الولايات ويتم إفادتنا بتقارير مفصّلة عن ذلك''. وأكد محلول أن ''بريد الجزائر تحرص يوميا على ألا يتأخر أي مكتب بريدي لأخذ حصته اليومية من السيولة دون أي تمييز بين ولاية أو أخرى أو مكتب بريدي عن آخر''. مضيفا ''تقوم مصالحنا بالتنسيق مع مختلف المديريات الولائية لوضع حلول آنية ومستعجلة للتزويد بالسيولة في حالة ما إذا تم اكتشاف نقصها في أي جهة من جهات الوطن، كما تقوم المديريات البريدية الولائية بالتنسيق مع مختلف المكاتب البريدية التابعة لدائرة اختصاصها بالمعاينة الدقيقة لاحتياطاتها من السيولة، مما لا يترك المجال لأي خلل قد يحدث من حيث وفرتها، فلا وجود لأي تمييز بين منطقة موجودة في الشمال أو تلك الموجودة في الجنوب أو أي مكان آخر، وإنما يختلف الأمر من حيث الكثافة السكانية وتمركز كبرى الشركات والإدارات، فلا يعقل أن تستفيد ولاية أقل كثافة سكانية من غيرها بنفس الحصة من السيولة لولاية أكثر كثافة سكانية بأربع أو خمس مرات مثلا''. من جانب آخر، أشار محلول ''عندما نتكلم بلغة الأرقام نجد أن مجموع السيولة التي يتم سحبها من الحسابات البريدية الجارية تقدّر بإثنى عشرة مليار دينار، أي ألف ومئتان مليار سنتيم، يقابلها أربعمائة ألف عملية سحب يوميا عبر مختلف ولايات الوطن. فهذه الأرقام خير دليل على أن مؤسسة بريد الجزائر لم تتأخر يوما لتوفير السيولة لزبائنها. مستطردا ''تجدر الإشارة في خلال هذه الآونة الأخيرة من سنة 2012 ازدياد طلب المواطن من السيولة نظرا لما عرفته جميع القطاعات من زيادات في الأجور وكذلك صب المستحقات المتخلفة لعمالها دفعة واحدة أحدث بعض الاضطرابات ليس من حيث الوفرة ولكن من حيث إرضاء جميع زبائن بريد الجزائر كونهم يلجأون إلى سحب مبالغ كبيرة تفوق معدل السحب اليومي للزبون''. ولاحظ مدير بريد الجزائر ''الملاحظ في هذا السياق أن بعض من المواطنين يفتقدون لثقافة الادخار عبر الخدمات التي توفرها مؤسسة بريد الجزائر وكذلك عدم استعمالهم للبطاقات المغناطيسية عبر الموزعات النقدية التي توفر له وتؤمن له في كل وقت وفي كل مكان أربعة وعشرون ساعة على أربعة وعشرون للتزود بالسيولة وقت ما كانت حاجتهم لها''. مضيفا ''فإضافة إلى المجهود والدعم الذي يبذله بنك الجزائر الذي يعتبر الممول الرئيسي والوحيد لبريد الجزائر من حيث توفير السيولة عبر وكالاته البنكية المنتشرة في مختلف ولايات الوطن، من تمويل منتظم ومحكم تتزود به مختلف مكاتبنا البريدية بالتنسيق والعمل المشترك مع مصالحنا، هذا الجهد أعطى ثماره، وبكل صدق وأمانة أصبحنا نتحكم في السيولة أكثر مما كنا عليه سابقا''. وخلص محلول أنه تم وضع خطة عمل من فريق متخصص ليرصد حركة الأموال عبر المكاتب البريدية الموجودة عبر التراب الوطني لسد أي عجز قد يطرأ، باعتماد نظام المساعدة من ولاية لأخرى للسيولة عبر كل المناطق، هذا النظام أعطى نتيجة إيجابية رغم الأعباء التي يتحملها بريد الجزائر من تكاليف النقل والحراسة، وأطمئن المواطن أنه لا توجد هناك أزمة في السيولة ولا داع للقلق، إنما بعض اضطرابات ظرفية قد تحدث يتم تجاوزها في بعض المكاتب يعود سببها إلى تمركز بعض زبائن بريد الجزائر في مكاتب معينة. وهذا السلوك يحدث في هذه المكاتب طوابير توحي بأن هناك مشكل يتعلق بالسيولة. لكن الأمر غير ذلك، فسرعان ما يتم تدارك ذلك الخلل بتزويد المكتب البريدي عن طريق مكتب آخر قريب له من أجل فك الضغط عنه. وهذا الأمر قد يحدث بعض التأخر لحين وصول الحصة الإضافية للمكتب البريدي، لأن كل مكتب بريدي محدد بسقف من السيولة لا يمكن تجاوزه وفقا لإجراءات أمنية بحتة، وعندما يلاحظ رئيس المكتب البريدي انخفاضا في مستوى مخزون السيولة، يضطر إلى تحديد سقف السحب في انتظار وصول التمويل.