عادت أسعار النفط إلى الارتفاع مجددا بعد بلوغها 107 دولار للبرميل بالنسبة لبرنت بحر الشمال، بعد أن فقدت حوالي 7 دولارات خلال أيام قليلة. وتأثرت أسعار النفط بعوامل متعددة، على رأسها الأزمة اليونانية والجدل القائم بخصوص إمكانية خروج أثينا من منطقة الأورو، وانعكاسات ذلك على اقتصاديات دول أوروبية منها اسبانيا وايطاليا، خاصة بعد تأكيد ألمانيا رفضها إصدار سندات خزينة أوروبية لدعم اليونان مجددا، وإشارة مسؤولي البنك المركزي الألماني ''البوندسبنك'' بأنهم وضعوا في الحسبان احتمال خروج اليونان من منطقة الأورو. وارتفعت أسعار النفط في سوق لندن بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال بنسبة 70, 0 بالمائة، مقتربة من حد 107 دولار للبرميل، بينما باتت أسعار النفط في بورصة نيويورك بالنسبة لمؤشر ويست تكساس أنترميديات مستقرة فوق 9, 90 دولار للبرميل. وتأثرت أسعار النفط بأزمة منطقة الأورو بصورة كبيرة، مع تزايد المخاوف حول تفاقم الوضع، ما دفع بالأسعار إلى أسفل، وفقدان حوالي 7 دولارات خلال أيام قليلة، وبعد أن برزت مؤشرات استعادة التوازن للعملة الأوروبي، عادت الأسعار إلى الاستقرار، وتدعمت مع إحصائيات المخزون الأمريكي للنفط وفق معطيات الوكالة للطاقة، إذ كشفت الهيئة الأمريكية عن مستوى جيد للمخزون ب5, 382 مليون برميل. من جانب آخر، يساهم فصل الصيف، وبداية موسم العطل في الولاياتالمتحدة، في زيادة الطلب على المواد البترولية، وبالتالي على النفط. كما أن الشكوك التي تحوم حول مصير الملف النووي الإيراني تدفع دائما الأسعار إلى أعلى، يضاف إليها نقاط الظل القائمة حول الأزمة اليونانية، وترقب نتائج انتخابات ''17 وان'' التي يمكن أن تدعم تيار الرافضين لسياسات التقشف المعتمدة من قبل الحكومة الحالية. على صعيد آخر، عرف سعر النفط الجزائري تحسنا منذ بداية السنة، رغم تراجعه النسبي ما بين مارس وأفريل، حيث بلغ المعدل أكثر من 119 دولار للبرميل. ويبقى سعر النفط الجزائري، رغم فقدانه نسبيا لجزء من الرسم الخاص به مقارنة ببرنت بحر الشمال، من أعلى أنواع النفط بالنسبة لسلة أوبيك، ويسجل أعلى مستوى له على الإطلاق خلال السنوات الماضية، بما في ذلك سنة 2008 أين عرفت الأسعار مستويات قياسية ببلوغها 147 دولار للبرميل.