اعترف مدير المدرسة العليا للطب البيطري بالحراش، حمدي باشا يوسف، أمس، بأن كل أدوات الإنتاج المستخدمة في تربية الدواجن في بلادنا مازلنا نستوردها من الخارج. قال حمدي باشا إن الأغلفة المالية التي تخصص لذلك لا تزال معتبرة، بدليل أن القيمة المالية السنوية المتوسطة المرصودة لاستيراد المواد الأولية لإنتاج عناصر الذرى والصوجا، تتجاوز مليار دولار. وأفاد بأن الجزائري يستهلك 9 كلغ من اللحوم البيضاء في السنة. وقال مدير المدرسة، في كلمته التي ألقاها، صبيحة أمس، أمام عدد من الأساتذة والخبراء ممن حضروا الندوة الخاصة بشعبة الدواجن وآفاق تنميتها وتطويرها، المندرجة في إطار الأيام العشرة للعلوم البيطرية، إن إمكانيات إنتاج اللحوم البيضاء هي صلب النقاش في هذا اليوم، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الأخيرة حققت شعبة الدواجن نموا معتبرا في الاقتصاد الفلاحي، بتحقيقها نسبة 10 بالمائة من الإنتاج الفلاحي الداخلي الخام. واستنادا إلى إحصائيات ,2011 فإن الإنتاج تجاوز 49 ,2 مليون قنطار من اللحوم البيضاء و597 ,3 مليون وحدة بالنسبة للبيض الموجه للاستهلاك. ولكن المشكلة تكمن في كون أدوات الإنتاج مستوردة والأغلفة المالية المخصصة لذلك لا تزال معتبرة. وقدم مدير المدرسة دليلا على ذلك يفيد بأن القيمة السنوية المتوسطة لاستيراد المواد الأولية، ولاسيما عناصر إنتاج الذرة والصوجا، تتجاوز مليار دولار. وأشار المتحدث إلى أن الجزائر تعيش حاليا تبعية في مجال الصيصان والبيض، والتي تعد عقبة أمام تنمية شعبة الدواجن، قبل أن يتطرق إلى مشاكل أخرى تتعلق باستقرار الأسعار وحماية واردات المربين وحماية القدرة الشرائية للمستهلكين. وأطلع الحضور على حقيقة مفادها أن الجزائري يبقى يحتل أضعف المراتب في العالم في استهلاكه للحم الدجاج، بمعدل 9 كلغ في العام، بعد المستهلك الأوروبي ب5 ,13 كيلوغرام. وتركزت بعض تدخلات الأخصائيين من الأساتذة والخبراء الجزائريين ممن جاءوا من معاهد وجامعات أوروبية على كيفية إيجاد آليات لتطوير أدوات الإنتاج، على ضوء تقييم الوضع الحالي لشعبة الدواجن، حيث أن الشعبة مدعوة لرفع تحد مزدوج من جانب استغلال فرصة توسع السوق الداخلي الواعد وتحسين الإنتاج بالرد على الطلب المتنامي في مجال اللحوم البيضاء. ويتسم سوق اللحوم البيضاء ببروز عدد من المربين غير المحترفين، إلى جانب قلة التنظيم، حيث ينشط أغلب الوسطاء في سوق موازية لا تحكمها ضوابط، فضلا عن جهل ميكانيزمات البيطرة.