يحل بعد أسابيع قريبة فصل الصيف وتأتي معه الأكسسوارات المختلفة مثل القبعات، والنظارات الشمسية المتعددة الألوان والأحجام، التي صارت حبيسة المظاهر، خاصة تلك النظارات المقلدة التي قد تعرض العين للعديد من الأخطار، فالكثير من المواطنين يهتمون بالسعر قبل سلامة العين و قيلل منهم من يبدي اهتماما بتفحص معايير السلامة عند شراء نظارات شمسية. كما أن العديد من المواطنين خاصة فئة الشباب يهتمون بالجانب الجمالي أكثر من الجانب الصحي، فالمشكلة تكمن في النسخ المقلدة التي لا تتوفر على الصحية وهي تشكل عنصرا جذابا بالنسبة لصغار السن، ممن ليس لديهم القدرة على شراء نظارات شمسية أصلية بسبب السعر المرتفع فيلجأون إلى شراء نظارات مقلدة أقل ثمنا، حيث أكدت الدراسات أنّ ما يصل ال 80 بالمائة من الأمراض سببها التعرض لأشعة الشمس، وذلك قبل بلوغ الشخص سن.18 تجارة النظارات الشمسية المقلدة تغزو الشوارع الجزائرية في الفترة الأخيرة و بالضبط مع اقتراب حلول فصل الصيف لاحظنا انتشار ورواج السلع المقلدة، منها النظارت الشمسية التي تغزو الشوارع الجزائرية ككل عام، المستقبل تجولت في محلات بيعها، ومشاركة الزبائن في اقتناء نظارة أو نظارتين على الأقل ولاحظنا أنّ فئة الصغار وفئة الشباب هم الأكثر إقبالا لشراء النظارت المقلّدة، ربما لسبب انخفاض سعرها أو لجمال شكلها المهم أن هذه المحلات عرفت إقبالا كبيرا، اقتربنا من أحد مالكي هذه المحلات للاستفسار عن نوعية هذه النظارات فأجابنا ''نحن لا نحتال على المواطنين فهم يفضلون هذا النوع من النظارات الذي يتماشى مع ما في جيوبهم ''. وما لاحظناه على أرصفة العاصمة عرض مختلف الأشكال والألون بما يوائم الموضة، إذ يتزايد التهافت والإقبال عليها مع دخول فصل الصيف نظرا لحاجة المواطن إلى حماية عينه من أشعة الشمس. وأثناء جولتنا عبر أرصفة العاصمة اقتربنا من أحد الزبائن لمعرفة سبب اقتنائه مثل هذه النظارت فأجابنا '' ''في الحقيقة نحن نشتري ما يتوافق وجيوبنا، فسعرها منخفض وأعرف أن هناك الكثير ممّن يشترونها، خاصة ذوي الدخل المنخفض بغض النظر عن مضارها ''. إن المواطن الجزائري خاصة فئة الشباب والصغار يبحث عن الموضة والماركة بأثمان رخيصة دون الانتباه للأضرار التي يمكن أن تنتج عند استعمالها، ولذلك نجد الأسواق الجزائرية وحتى الأرصفة مزينة بمثل هذه المنتوجات. وفي كثير من الأحيان نجد القانون المحلي يحظر مثل هذا النوع من النظارات والنشاط التجاري لكن رغم ذلك تدخل ملايين النظارات الشمسية المقلدة إلى الأسواق الجزائرية و تزدهر المتاجرة فيها. نظارات شمسية بين أناقة شكلها ... وخطر عدساتها رغم أن الكثيرين يجهلون أضرار النظارات الشمسية المقلدة وغير الأصلية معتقدين أنهم ولسنوات يستعملونها دون أن يكون هناك أي ضرر، إذ يصرحون بعبارة واحدة ''لو أنها كانت مضرة لمنعتها مؤسسات حماية المستهلك ومنعت من البيع لكنها تباع في كل مكان من أرصفة العاصمة''. ويشير هؤلاء إلى عشرات الحاويات التي تدخل الموانئ الجزائرية وهي محملة بالنظارت الشمسية المقلدة التي يُسمح بدخولها إلى الأسواق الجزائرية في الوقت الذي نجد فيه أجهزة الرقابة تمنع مثل هذه السلع. كل هذه النظارات مستوردة من الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وهي مصنعة من مواد كيماوية وزجاج وبلاستيك مسترجع يشكل خطرا على البشرة والعيون .و قد صر ح لنا أحد المواطنين أن هذه التجارة لا تخلو من الاحتيال الذي تجرأت بعض المحلات المرخصة والمختصة في بيع نظارات طبية مقلدة على أنها علامات أصلية بأسعار خيالية مما يعرض المشتري إلى ضرر أكيد على مستوى عينه وكل هذا سعيا وراء الربح على حساب صحة المواطن. إن استعمال النظارات الشمسية ضروري لأنها طبية في بعض الأحيان من أجل حماية العين من أشعة الشمس ومن الانعكاسات الضوئية خصوصا على شاطئ البحر، في بعض الحالات المرضية للعين مثل التهاب القرنية. وحساسية أغشية العين الخارجية. فأغلب النظارت الأصلية باهضة الثمن كشانيل بيلغاري برادا شوبار، وهو ما يدفع الكثير من المواطنين إلى اقتنائها بأثمان مرتفعة خاصة في ظل توفر بديل مشابه في الشكل واللون، لكّنه بسعر أقل من سعر النظارات الأصلية، وتعد النظارات الأغلى ثمنا تلك المصنوعة من معدن ''التيناتيوم''، لجودته و جمالية القطعة. لكن نجد العديد من المواطنين خاصة ذوي الدخل الضعيف يقتنون نظارات أقل سعرا، ومقلدة نظرا لانخفاض سعرها وهم يبحثون عن الموضة والماركة بأثمان رخيصة، وبالمقابل أكّد العديد من الأطباء مدى خطورتها على العين ومدى ضررها أكثر، حيث لو مشى الشخص تحت أشعة الشمس، تسمح هذه النظارات بدخول الأشعة إلى العين فتلحق بها ضررا خاصة عندما تكون النظارة داكنة اللون مما يؤدي إلى حدوث صداع و ألم في العين كما أنها لا توفر أيّ حماية مسببة معها ازدواجية الرؤية. إقبال كبير من الشباب ...سعيا وراء الموضة.. لاحظنا تجارة النظارات المقلدة تغزو أغلب شوارع العاصمة، إذ تعرف إقبالا واسعا من طرف الشباب نظرا لسعرها المنخفض، ففي أي حال من الأحوال لا تصل سعر الأصلية، وما لاحظناه كثرة البائعين للنظارات المقلّدة عبر شوارع العاصمة المختلفة، حيث اقتربنا من أحد المشترين، الذي صرح لنا ''أملك ثلاث نظارات شمسية من مختلف الأشكال والألوان لا تتجاوز في مجموعها مبلغ 4000 دج وهو مبلغ لا يمكنني به شراء نظارة واحدة لدى محلات بيع النظارات الأصلية''. ويضيف أحد البائعين ''نحن نبيع نظارات مستوردة من الخارج أسعارها في متناول الجميع تتراوح ما بين 200 و500دج '' مضيفا ''أكثرمن يشتري هذه النظارات هم الشباب لرغبتهم القوية في الظهور بمظهر لائق''، ، ومن يقول تلك العدسات مضرة فهو مخطئ لأن تلك العدسات نستوردها من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وهي ذات مواصفات، دقيقة لا يمكن الغش فيها'' مضيفا ''التقليد ينحصر فقط في الأطر أما الزجاج والبلاسيك المستخدم للعدسات فلا تأثير للتقليد فيها، لذا تعرض السلع بأثمان رخيصة'' إن رواج العديد من السلع المقلدة في الأسواق الجزائرية بمختلف الألون والأشكال ومن بينها مستحضرات ومنتجات لها استعمالات طبية وجدت رواجا متزايدا بسبب تدني أسعارها و سعي الكثيرين من أصحاب الدخل الضعيف لشرائها في ظاهرة هستيرية تجتاح مجتمعاتنا لاقتناء أكبر قدر ممكن من الكماليات بغض النظر عن الأضرار التي تخلقها على صحته كما أن الزبائن خصوصا لا يجدون حرجا في اقتحام المحلات والأرصفة التي تعرض النظارات المزيفة بل نجد البعض يشتري أكثر من واحدة ليتباهى بها أمام رفاقه معتقدا أنها تميز شخصيته في المجتمع. ..وأطباء العيون يحذرون من استعمالها.. يؤكد مختصون في طب العيون مدى خطورة استعمال هذا النوع من النظارات بسبب الحروق وتسرب أشعة الشمس إلى العين ومن الممكن أن تتعرض للأذى، ومدة 30 دقيقة كفيلة لإصابة العين بالمياه البيضاء أو ضعف الرؤية بنسبة 10 بالمائة. و يعد فصل الصيف من أكثر الفصول التي يكثر فيها استخدام النظارات الشمسية من مختلف الألوان نظرا لارتفاع درجات الحرارة، والغريب في الأمر أن هناك الكثيرين يستخدمون النظارات بشكل تلقائي وذاتي كما أن استعمالها ليس مقتصرا على فئة محددة بل تقتصر على جميع الأعمار من الأطفال الصغار إلى الشباب وكبار السن. ويؤكد أحد الأطباء المختصين في طب العيون إصراره على عدم استخدام النظارت المقلدة مؤكدا أنها تضر العين أكثر لو مشى الشخص تحت أشعة الشمس مباشرة، ويضيف ''عدسة النظارة الشمسية لها هدف معين وهو توجيه ضوء الشمس ليسير في اتجاه معين بعيدا عن العين حتى لا يؤذيها، أما النظارت المقلّدة فلا تؤدي هذه الوظيفة، وقد تزيد من تعب العين، وبسبب ارتفاع أسعار النظارات الأصلية ما دفع بالمواطن إلى اقتناء النوعية المقلدة وعرضها باسم التخفيضات ونظرا لعدم خبرة المستهلك فإنه لا يستطيع التفريق بين النوعية الأصلية والمقلدة ليكون في النهاية هو الضحية، كما يترتب على رواج هذه النوعيات من النظارات تكبد الوكلاء والموزعين للماركات الأصلية خسائر كبيرة. كما أكّد المختصون أن المقلدة عبارة عن نظارة مطلية بلون إضافي رديئ أو من مادة "فيرجلاس''حيث تكون أضرارها أعظم من فوائدها لأنها تسمح بزيادة ضوء الأشعة فوق البنفسجية للدخول إلى العين محذرين من مغبة استخدام النظارات الشمسية المقلدة، داعين إلى استخدام الماركة التي تتقيد بالمواصفات الخاصة ويشرف عليها أخصائي في طب العيون. وتبقى المحافظة على صحة وسلامة المواطن من الأساسيات والضروريات لأن الصحة تاج فوق رؤوسنا، و بدلا من السعي وراء الموضة والأناقة لابد لكل واحد شراء ما يحفظ صحته وسلامته.