طالب بوجمعة هيشور، أحد متزعمي حركة الاحتجاج ضد قيادة الأفالان، الأمين العام عبد العزيز بلخادم بالاحتكام إلى الصندوق في اجتماع اللجنة المركزية المنتظر يوم 15 جوان الجاري، بغرض تحديد مصيره في الحزب. واتهم خمسة من أعضاء المكتب السياسي ب''تفضيل طموحاتهم الشخصية على مصلحة الحزب''. بدا هيشور، في لقاء قصير مع ''الخبر''، مقتنعا بأن غالبية أعضاء اللجنة المركزية توجد في الصف المعارض لبلخادم. لكنه غير متأكد من هزمه بالضربة القاضية في ختام الاجتماع العادي الذي سيدوم ثلاثة أيام. ومرد هذا الشك، حسبه، ''تراجع بلخادم عن تعهده بالاحتكام إلى الصندوق، فهو يبحث عن الصدام في بداية الاجتماع لإفشال الاجتماع، والهدف هو ربح الوقت للحفاظ على كرسي الأمانة العامة. الرجل عنيد ولكن رياح الربيع العربي ستأتي عليه لا محالة''. ويتحاشى هيشور الرد بصراحة إن كان سيقر بالهزيمة إذا آل الاجتماع لصالح بلخادم. بينما وعد الأخير بالاستقالة إذا هزمه فريق هيشور بالتحالف مع جماعة عبادة. ويملك الجناح المعارض، حسب وزير الاتصال الأسبق، 210 توقيع لأعضاء اللجنة المركزية من مجموع 351 عضو. وجناح بلخادم يظهر تأكيدا بأن غالبية التوقيعات لصالحهم. لمن ستكون الغلبة يوم 15 من الشهر ؟ ويتوقع معارضو القيادة دخول بلخادم إلى دورة اللجنة المركزية بجدول أعمال يتضمن لائحة تزكية يطرحها للتصويت برفع الأيدي، بمعنى أنه سيفرض عليهم أمرا واقعا سيخرج منه منتصرا. وبهذه الطريقة التي تتصورها المعارضة، يرغب الأمين العام في استدراجهم لإثارة الفوضى تعود بالفائدة عليه بالدرجة الأولى، بحسب مفهومهم للخطة التي يحضر لها أعضاء المكتب السياسي الموالون لبلخادم. ويعتقد هيشور، مثل كل معارضي بلخادم، أن الفضل الأكبر في النتيجة التي عادت للحزب في تشريعيات 10 ماي الماضي يعود إلى بوتفليقة وقصة خطاب سطيف الذي شجع فيه على الانتخاب بقوة. لكن بوتفليقة من موقعه رئيسا شرفيا للحزب، لم يتدخل لفض الخلاف بين الطرفين أو الأطراف المتنازعة داخل الحزب، ولم ينتصر لطرف ضد آخر. ويفسر هيشور ''لا موقف رئيس الحزب'' من الصراع بانشغاله بتسيير شؤون البلاد. أما القراءة الأقرب إلى الحقيقة، فهي أن بقاء بلخادم في منصبه رغم الأعاصير التي واجهها، دليل على حيازته ثقة الرئيس. عن ذلك يقول هيشور: ''هو يدعي أن الرئيس يثق به ويدعمه، غير أن عجزه عن فرض رشيد حراوبية رئيسا للمجلس الشعبي الوطني فيدل على عكس ما يزعم بلخادم. بل أقول لك إن الرئيس بوتفليقة يرفض استقبال بلخادم منذ مدة''. واتهم هيشور أربعة أعضاء من المكتب السياسي ب''الانفراد بتحضير طبخة قوائم المرشحين، وهم بذلك يبحثون عن مسارات تخدمهم في الدولة. فعمار تو يخطط ليكون وزيرا أول، والطيب لوح يطمح لتولي وزارة العدل، وحراوبية كان يريد رئاسة المجلس الشعبي الوطني، وحبيبة بهلول وعدوها بوزارة الأسرة. وبلخادم عينه على رئاسيات .''2014 ويرى هيشور أن طموح بلخادم في الرئاسة ''مشروع لكن لا نريد أن يصلها على ظهر الأفالان لأنه انحرف عن الخط النوفمبري''.