ذكر الوزير الأول المالي، شيخ موديبو كايتا، أن ''انهيار الجيش ومجمل مؤسسات الدولة في مالي خلق ظروفا مكنت تنظيم القاعدة الإرهابي في المنطقة ومختلف شبكات المافيا من السيطرة على شمال مالي''. وحسب الوزير الأول، فإن الوضع في شمال مالي ''يشهد حالة خطرة للغاية''. شرع رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية والنقدية لغرب إفريقيا، أمس، في لومي عاصمة الطوغو، في مناقشة الأزمة القائمة في مالي منذ الانقلاب العسكري الذي حدث في 22 مارس وأطاح بالرئيس أمادو توماني توري. وضمن هذا السياق، صرح الوزير الأول المالي، عقب استقباله في كوتونو من طرف الرئيس البنيني: ''جئت إلى كوتونو لأقدم تشكراتي الخالصة إلى الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، بوني يايي، على الإجراءات المتخذة من قبل المنظمات الجهوية ومنها الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية والنقدية لغرب إفريقيا لصالح بلادي''. وقال شيخ موديبو كايتا، في تقرير لمجلة (ذي إيكونوميست) البريطانية، إن ''انهيار الجيش ومجمل مؤسسات الدولة في مالي خلق ظروفا مكنت تنظيم القاعدة الإرهابي في المنطقة ومختلف شبكات المافيا من السيطرة على شمال مالي'' الذي ''يشهد حالة خطرة للغاية''. للإشارة، كان رئيس الاتحاد الإفريقي، الرئيس البنيني توماس بوني يايي، قد رافع، في ندوة صحفية بباريس، من أجل إخطار مجلس الأمن الأممي لإنشاء ''قوة عسكرية إفريقية للتدخل في مالي''. وأوضح أن هذا الحل العسكري الذي يمكن أن تكون قوته إفريقية تحت راية الأممالمتحدة، يجب أن يأتي بعد مرحلة الحوار. لكن هذا الحوار يجب ألا يستمر طويلا، مستطردا: ''لا نريد أفغانستان في غرب إفريقيا''، في إشارة إلى سيطرة حركة الأزواد وأنصار الدين والقاعدة على شمال مالي. لكن هذا الموقف يقابله تشديد الجزائر على ضرورة فتح حوار مع المتمردين في شمال مالي، وهي الرسالة التي بلغها الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية، عبد القادر مساهل، في لقاء له مع ممثلي الاتحاد الأوروبي في الجزائر. في نفس السياق تبدأ، اليوم، في العاصمة الإفوارية أبيجان، أشغال اجتماع مجموعة الاتصال الإفريقية المكلفة بمتابعة الوضع في جمهورية مالي، بحضور ممثلين عن (دول غرب إفريقيا + موريتانيا) المناهضة للانقلاب العسكري في جمهورية مالي والرافضة لاستقلال إقليم أزواد. ويأتي ذلك غداة تنظيم مسيرة، أول أمس، في شمال مالي للسكان المناهضين لتواجد القاعدة والجهاد والتوحيد، شاركت فيها النساء قبل أن يتم تفريقها من قبل عناصر التنظيم. بالموازاة، نقلت مصادر إعلامية موريتانية عن مؤتمر قبائل البرابيش العربية في أزواد، الذي اختتم أول أمس الثلاثاء في بلدة نبيكت لحواش بالشرق الموريتاني، عن اختيار أحمد ولد سيدي محمد رئيسا للجبهة العربية لتحرير أزواد، وذلك في أعقاب مؤتمر شهد مناقشات ساخنة حول الوضع في منطقة أزواد، والعلاقة مع الحكومة المالية، مؤكدا أن بعض المشاركين في المؤتمر القادمين من باماكو أعلنوا تمسكهم بالوحدة مع مالي، فيما رفضت أغلبية المشاركين ذلك الاقتراح واتفقت على الانضمام للجبهة العربية لتحرير أزواد. وتقرر أيضا عقد أول مؤتمر للجبهة في 28 أوت القادم، داخل الأراضي الأزوادية. للإشارة فإن ولد سيدي محمد شغل منصب الأمين العام للجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد التي شاركت في التمرد ضد القوات المالية، بداية تسعينيات القرن الماضي، وهو التمرد الذي انتهى باتفاق بين الفصائل المتمردة والحكومة المالية آنذاك برعاية الجزائر.