قال الدبلوماسي الجزائري والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا، السيد سعيد جنيت، أول أمس، بأن المخاطر التي تواجهها جمهورية مالي لا تشكل تهديدا لهذه الدولة فحسب وإنما لجميع دول شبه المنطقة. أوضح المسؤول الأممي سعيد جنيت أنه بحث مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي، خصوصا الوضع في مالي وسبل مساندة جهود دول المنطقة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لدعم هذه الدولة. وقال جنيت في تصريح نقلته وسائل الإعلام الحكومية الموريتانية، إنه تحدث مع ولد عبد العزيز، خلال الاجتماع، عن سبل إمكانية إرساء فترة انتقالية ديمقراطية يقبلها الجميع وتوفير الإمكانيات اللازمة لمواجهة مختلف التحديات، خاصة استعادة وحدة مالي الترابية والتصدي لما يتهددها مما أسماه ''مخاطر التطرف والإرهاب في شمال مالي''. وحسب المسؤول الأممي، فإن المخاطر التي تواجهها جمهورية مالي لا تشكل تهديدا لهذه الدولة فحسب وإنما لجميع دول شبه المنطقة. وأضاف: ''في هذا الإطار جئت للاستفادة من نصائح الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي عبر باستفاضة عن رأيه في هذا الشأن، مؤكدا استعداده الكامل لمساندة الجهود الجماعية لمساندة مالي''. وقال جنيت إنه تحدث أيضا مع ولد عبد العزيز بشأن الوضع السياسي في موريتانيا. بالموازاة، افتتحت زوال أول أمس في مدينة نبيكت لحواش شرقي موريتانيا، فعاليات مؤتمر عرب أزواد الذي يعقد تحت شعار ''من أجل اتحاد في التنظيم يخلق سلاما عادلا ودائما''. وقال أحمد ولد سيدي محمد، رئيس اللجنة المركزية المنظمة للمؤتمر، خلال الافتتاح، إنه ينعقد ''في ظرف حساس وحالة من التشرذم تعيشها الدولة المالية، وهو ما يحتم على عرب أزواد اتخاذ موقف سليم ومبني على معطيات الواقع والظروف الراهنة''. وطالب ولد سيدي محمد المؤتمرين بضرورة ''الترفع عن الخلافات الضيقة والحساسيات القبلية كي يخرجوا بتصور واضح يحدد معالم مستقبلهم''. من جهته، أكد الأمين ولد مولود، المتحدث باسم لجنة التحرير الوطني الأزوادي، أن ''عرب أزواد تلقوا في السابق العديد من الطعنات في الظهر من قبل من كانوا يتولون أمرهم خدمة لمصالحهم الشخصية ولمصالح النظام المالي''، مضيفاً أنهم ''مطاردون ومهمشون منذ ستينيات القرن الماضي حيث تلقوا الكثير من الغدر والخيانة كانت آخرها عام .''1991 وفي نفس السياق قال ولد مولود إن ذلك ''لن يتم إلا بواسطة تسليح الشباب ومدهم بالوسائل اللوجستية الضرورية، موازاة مع إنشاء مكتب سياسي نشط يطلع العالم على حقيقة عرب أزواد وحقهم في تقرير مصيرهم''. ووجه محمد ولد صالح، العمدة المساعد لبلدية السلام التابعة لتمبكتو، انتقادات لبعض المشاركين في المؤتمر، متهما إياهم بالهروب من المدينة أمام زحف كتائب حركة أنصار الدين، وهو ما أغضب الحضور. للإشارة، مؤتمر عرب أزواد بمدينة نبيكت لحواش الموريتانية سيستمر لثلاثة أيام، ويشارك فيه ممثلون لعرب التوارف عن قرابة 120 قبيلة من عرب أزواد، وذلك من أجل اتخاذ موقف مما يدور في شمال مالي الذي أعلنت فيه حركتا أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد عن استقلال الإقليم وإنشاء ''دولة أزواد الإسلامية''.