فشل الاجتماع الثنائي الذي عقد أمس بالعاصمة الروسية موسكو بين ممثلي خارجية روسياوالولاياتالمتحدة، في التوصل إلى نقاط تفاهم حول الملف السوري. في وقت طرح اقتراح مشاركة إيران في مجموعة الاتصال الجديدة حول سوريا خلافا بين البلدين، أعاق إلى حد الآن تشكيل هذه المجموعة. أوفدت الخارجية الأمريكية المكلف بالملف السوري، فريد هوف، إلى موسكو، حيث التقى نائب وزير خارجية روسيا ميكائيل بوغدانوف، لمناقشة تطورات الوضع في سوريا، وعبّر الأخير عن موقف بلاده الرافض لكل الحلول المدرجة ضمن البند السابع لميثاق الأممالمتحدة والقاضي بالتدخل بالقوة في سوريا. وانتهى اللقاء دون التوصل إلى نتيجة مرضية بالنسبة للطرفين، إذ لم ينجحا في تقريب وجهات النظر. وفي الوقت الذي قبلت روسيا مقترح كوفي عنان الجديد في تشكيل ''مجموعة اتصال'' تضم كل الدول الفاعلة في الأزمة السورية، بالإضافة إلى حلفاء النظام السوري، على غرار إيران، رفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية رفضا قاطعا لفكرة إشراك إيران في الحل السياسي للأزمة، معتبرة أن ''إيران جزء من المشكلة ولا يمكنها أن تساهم في الحل''، على حد تعبير ممثلة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، سوزان رايس. في المقابل، قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، إن إيران قادرة على أن تكون طرفا في الحل السياسي، من منطلق قدرتها على الضغط والتأثير على الرئيس بشار الأسد وإقناعه بالتنحي عن الحكم مقابل ضمان خروج آمن من السلطة. مع الإشارة إلى أن مجموعة الاتصال تضم كلا من تركيا والسعودية وقطر إلى جانب الدول الغربية المعنية بالملف. وقد كان رئيس الوزراء التركي، طيب رجب أردوغان، صرح، أمس، أنه على الرئيس الأسد أن يفكر في إمكانية التخلي عن الحكم مقابل ضمان سلامته، مشيرا إلى أنه ''من المهم تأمين الطريقة التي سيترك بها الأسد السلطة''، في إشارة إلى النموذج اليمني، حيث اعتبر أنه بالرغم من المشكلات التي تعيق إمكانية تجسيد هذا النموذج بحكم رفض المعارضة السورية، إلا أنه لا بد من مناقشته جديا. وبينما أبدت موسكو موافقتها على تعديل خطة عنان وتشكيل ''مجموعة الاتصال''، أبدت أيضا رفضها للتصريحات المطالبة بتنحي الرئيس الأسد، حيث أشار نائب وزير خارجية روسيا، ميكائيل بوغدانوف، إلى أن ''مسألة تنحي الأسد عن الحكم تخص الشعب السوري وحده وهو من يتخذ هذا القرار''. ميدانيا، تحدثت اللجان المحلية عن استمرار عمليات القصف والدهم التي تقوم بها قوات النظام السوري. وكان متظاهرون قد خرجوا، عقب صلاة الجمعة، رافعين شعارات ''ثوار وتجار.. يدا بيد حتى الانتصار''، كرد على الدعوة التي أطلقتها المعارضة للإضراب العام، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط العشرات بين قتلى وجرحى، في مناطق متفرقة من التراب السوري، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. من جانبه، اتهم الجيش السوري الحر المنشق النظام السوري باستعمال أسلحة كيميائية ضد المدنيين، وقال إنه يملك أدلة على إصابة مدنيين بحالات تسمم. بالموازاة تمكن المراقبون الدوليون من الدخول إلى مكان مذبحة حماة التي وقعت الأربعاء الماضي.