الربيع العربي سيستمر والثورة المضادة ينقصها المخيال السياسي أكد الإعلامي الفلسطيني والمدير التنفيذي السابق لشبكة قنوات الجزيرة ورئيس منتدى الشرق حاليا، استعداده للتعاون مع أي تجربة إعلامية جادة في الجزائر، تخدم حالة التحوّل في العالم العربي. وأضاف في حوار مع ''الخبر''، على هامش مؤتمر مركز العلاقات العربية التركية المنعقد من 21 إلى 24 جوان بإسطنبول، أن الربيع العربي سيستمر، لأنه ربيع الوعي وثورة الوعي. ترأس حاليا منتدى الشرق، ما هي أهداف المنتدى ولماذا مصطلح الشرق بالتحديد؟ أطلقنا على هذا الفضاء اسم منتدى الشرق وليس منتدى المشرق، وهي المنطقة المرتبطة في أذهاننا ومخيّلاتنا بالوطن العربي والإسلامي بحيّز جغرافي معروف. أما الشرق، فهو مصطلح حضاري استعمله المسلمون وغيرهم للدلالة على الحضارة العربية الإسلامية، وأشعار أحمد شوقي مثلا مملوءة بمثل هذا التوظيف، إذا أردتم الاستدلال. والمنتدى شبكة تضم ثلاثة تجمعات رئيسية، الأول منتدى الشباب، ثم منتدى الاقتصاد ورجال الأعمال، والمنتدى الثالث خاص بالفضاءات الإعلامية ورجال الإعلام بالواقع العربي. وسيضم الناشطين والفاعلين في هذه الميادين، وسيكون مقره في تونس والقاهرة. والهدف منه الانتقال بالواقع العربي، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، إلى مصاف الازدهار والتكامل. تحدثت في مداخلتك عن سلبية الإعلام التقليدي وتواطئه في الغالب مع الأنظمة الدكتاتورية في الوطن العربي، هل تضع قناة ''الجزيرة'' التي تبوأت إدارتها في الخانة نفسها؟ يطلق مصطلح الإعلام التقليدي على المؤسسات الإعلامية المعروفة، كالصحف والمجلات والقنوات والإذاعات، وهو تصنيف سبق الإعلام الجديد بحلول عهد الأنترنت. والإعلام في العالم العربي كان، في غالبيته، مرتبطا بالسلطة والأنظمة. وفي تقديري، قناة ''الجزيرة'' كانت استثناء، لأنها صنعت إعلاما حرّا، على عكس بعض وسائل الإعلام التقليدية التي تخبّطت في تعاطيها مع الثورات والربيع العربي، وارتمت في أحضان مراكز القوة والسلطة، بينما تابعت ''الجزيرة'' ذلك بمهنية وموضوعية قدر المستطاع. على ذكر الربيع العربي، هناك جدل واسع حول صحة المصطلح؟ ما حدث في الشارع العربي من صحوة الشعب نتاج عربي بامتياز، بطله الإنسان العربي، وأسبابه التسلط واحتكار الموارد والثروات. والذي حدث فعلا ربيع عربي وثورات واعية وعميقة الجذور، وما يحدث من عقبات وحواجز ضرورية لصقل التجربة ووعيها لدى الوافدين الجدد على العمل السياسي والحكومي.. والربيع العربي سيستمر، لأنه ربيع الوعي وثورة الوعي، وليس بالضرورة أن تأتي ثورة أكلها خلال أيام أو شهور أو حتى سنوات. ولا يمكن للثورات المضادة التي ينقصها المخيال السياسي أن توقف مدّ الربيع، لأنها قوى هرمة، نخر قواعدها الفساد والتسلط، ولا تستطيع أن تتقدم بالشارع العربي نحو طموحاته المستقبلية. تفاجأ الكثيرون لخبر مغادرتك ل''الجزيرة'' كمدير تنفيذي وتساءلوا عن السبب الحقيقي؟ غادرت الجزيرة لأنني قضيت على رأس إدارتها ثماني سنوات كاملة، وأنا الآن متصل بالواقع العربي، وأفضل أن أكون مشاركا في صنع مصير أمتي. مقاطعة.. ولكن البعض ربط أمر انصرافك من ''الجزيرة'' بالحملة التي شنّت ضدك من قبل بعض أفراد عشيرتك داخل فلسطين، لأسباب تتعلق بتعاطي ''الجزيرة'' مع القضية الفلسطينية؟ ما روّج له كذب وغير صحيح، أنتجته جهات فلسطينية كانت ترى في ''الجزيرة'' خطرا عليها، وأرادت تشويه صورتي وصورة المؤسسة التي كنت أديرها، وقد تبيّن للناس كذبهم. لو يعرض على وضاح خنفر العمل لإنضاج تجربة إعلامية بالمغرب العربي، وبالجزائر خاصة، هل يوافق؟ سأساعد كل المخلصين، من الإعلاميين الملتزمين بالمهنة، على المضي في تأسيس أي مشروع يخدم حالة التحوّل في العالم العربي، من باب وضع خدمتي وتجربتي المتواضعة تحت تصرفهم، والتطوع وليس الوظيفة والشراكة.