تخوف إعلاميون عرب من سوريا وتونس والأردن و اليمن و مصر و المغرب و فلسطين و البحرين و ليبيا و الجزائر من فشل الإعلام العربي في مواكبة الثورات التي أسقطت أنظمة والتي لازالت مشتعلة في عدة بلدان بسبب استحواذ رجال المال والأعمال على القنوات التلفزيونية الخاصة . واعتبر الإعلاميون في مؤتمر بعمان الأردنية أطلقت إليه شبكة ” إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية ” أريج ” بمؤتمر ” الريبع العربي ” ما يعيشه الاعلام العربي هو حراك موازي لما يعرفه الشارع و التغيير على مستوى الأنظمة و ما يصاحبها من بروز قوات مضادة قد تؤدي إلى انحراف في الخط الإعلامي لأي وسيلة إعلامية تتحكم فيه سلطة النفوذ . وقال الإعلامي يسري فودة أحد رواد الصحافة الاستقصائية أن الربيع العربي فرض ثمان تحديات التي تواجه الصحافيين بعد الثورات وهي المخاطر الأمنية، زيادة حساسية الأطراف المعنية، ، إرتفاع مستوى المنافسة، والرومانسية الثورية و أخيرا تحديات نفسية. وشدد فودة وهو منتج حصة “سري للغاية ” في قناة الجزيرة و مقدم برنامج ” آخر كلام ” في قناة أون تي في إن من بين الخصال المهمة أن يكون “الصحافي مهنيا ووطنيا”، لافتا إلى أنه أزال توصيف وطني لاحقا، لأنه وجد أن مجرد “يكون الإعلامي مهنيا فهو وطنيا بالضرورة“. في المقابل تحدث فوده فرص ثمان وفّرتها الثورات التي صدمت الناس بنتائجها غير المتوقعة: انهيار الحاجز النفسي (على غرار ما يحدث في سورية)، غزارة ظهور الوثائق والمصادر الأولية، وانقسام الأطراف المتنازعة، وجوع الجماهير إلى المعلومة بعد رفع التسلط عن الكلمة الحرة، فضلا عن انهيار نموذج النجم التقليدي. كما عرج الكاتب الصحفي داوود كتاب إلى التغييرات في الإعلام العربي بخاصة بعد انتشار الفضائياتالمستقلة، وتأثيرها في المشهد الإعلامي، وبالتالي انتقل من بوق للأنظمة، إلى إعلام يقترب من المهنية شيئاً فشيئا. من جانبه قال الكاتب الأردني المخضرم طاهر العدوان إن “الوجود المكثف للصحافيين ووسائل الإعلام الحديثة كالفيس بوك والتويتر، أدى إلى منافسة شديدة مع الإعلام التقليدي، وبالتالي رفع سقف الحرية”، في كل المراحل التي مر بها الربيع العربي. وأعرب العدوان عن الخشية من تأثير السلطة ورأس المال على مضامين الإعلام، بعيدا عن نقل الحقيقة للناس وكشف التجاوزات. وأكدت مديرة دائرة الصحافة في معهد الصحافة وعلوم المعلوماتية في تونس حميدة البور على إنه “لا يمكن الحديث عن مسار ديمقراطي دون إعلام حر ونزيه“. و أضافت في تدخلها أن العائق السياسي والاقتصادي والخط التحريري للمؤسسات الصحافية “له تأثير سلبي على وضع الصحافة وحريتها“. وفي سياق آخر ناقش الإعلاميون همومهم ما بعد الثورة و استشراف المستقبل في البلدان التي عاشت على وقع التغيير وسقوط الأنظمة مثل تونس وليبيا و مصر ومرحلة بعد رياح التغيير التي اجتاحت عدة بلدان والثوران الحاصل في بلدان أخرى تعيش على وقع حراك لا يعرف مداه . مبعوثة البلاد الى عمان: فتيحة / ز