ذكر الوزير الأول المالي شيخ موديبو ديارا، بخصوص الوضع في شمال البلاد، بأن الحكومة ''ليس لدينا أي خوف ولا تشعر بالعار من التفاوض'' مع المتمردين. هذه التصريحات جاءت عقب اكتمال الزيارات التي قام بها رئيس الحكومة المالي إلى كل من الجزائر وباريس ونواكشوط وبوركينافاسو، وهو ما يعني أن باماكو تفضل الحوار على التدخل العسكري الخارجي، في وقت أعلنت باريس تعيين ''ممثلها الخاص للساحل''. قال الوزير الأول عقب استقباله من قبل الوسيط لمجموعة ''الاكواس'' الرئيس البوركينابي بليز كومباوري ''لقد قلنا دوما أن المفاوضات هي خيارنا الأول، لسنا خائفين وليس عيب في أن نتفاوض، لأن الأمر يتعلق بمواطنين ماليين. ورغم عدم استبعاده للخيار العسكري شدد الوزير الأول على أن ''الحوار ليس خيار خاطئ، لقد قلنا مرارا بأننا لا نريد بالضرورة الحرب، لكن في حال استحالة التفاوض، فإننا مستعدين إلى حرب لتضح نهاية للحرب''. وصرح شيخ ديارا بأنه جاء إلى بوركينافاسو لمقابلة الرئيس بلاز كومباوري ل''بحث فرص التفاوض من أجل أن نقوم على مستوى الحكومة المالية، باختيار القرارات المطلوبة بكل حرية للفرص المتاحة''، في إشارة إلى المطالب التي طرحتها كل من حركة الأزواد وأنصار الدين الذين قدموا مطالبهم إلى الرئيس البوركينابي والتي تراوحت بين تطبيق الشريعة بالنسبة إلى حركة إياد غالي، والاستقلال لحركة الأزواد، وهو ما ترفضه المجموعة الدولية وكذا دول الجوار ومن بينها الجزائر التي شددت على وحدة مالي وسيادته على أراضيه. وفي سياق متصل بالأزمة في شمال مالي دعا عدد من الفقهاء والمثقفين في كيدال إلى الاندماج بين حركتي أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد، وطلبوا بضرورة اعتراف المجتمع الدولي باستقلال دولة أزواد والبحث عن حل سلمي للمسائل العالقة بين دولة أزواد ودولة مالي يخدم الأمن والسلم في المنطقة والعالم ويضمن حسن الجوار''.. من جانب آخر طلب المجتمعون في بيان لهم، من الجماعات المسلحة غير الأزوادية بمغادرة دولة أزواد باحترام، في إشارة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا. وطالب البيان كافة الأزواديين إلى وحدة الصف وإلى الاعتدال ونبذ العنف. على صعيد آخر قام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، بتعيين السفير جون فليكس باقانون ك''ممثل خاص للساحل'' مع تكليفه بمهمة ''اقتراح خطة عمل''. وأفادت الخارجية الفرنسية بأن السفير الفرنسي يوجد حاليا في باماكو حاملا رسالة إلى الوزير الأول المالي شيخ موديبو ديارا. كما أعلن الناطق باسم الكيدورسي، برنار فاليرو، بأن الممثل الفرنسي الخاص لمنطقة الساحل سيزور في ''الأيام المقبلة عدة دول في المنطقة'' دون أن يذكرها. وحسب برنار فاليرو، فإن وزير الخارجية لوران فابيوس قد طلب من الممثل الخاص للساحل بتقديم عقب اتصالاته ''خطة عمل من أجل الساحل''، وفي ذلك رسالة أن باريس التي شجعت الحل العسكري في شمال مالي تريد ممارسة مزيد من الضغط لفرض ترتيباتها الأمنية في المنطقة.