أعلنت حكومة مالي نيتها التوجه إلى مجلس الأمن لإصدار قرار يسمح بالتدخل العسكري في شمال البلاد، وذلك بعد فشل محاولة قام بها الاتحاد الإفريقي، وتحفظت عليها دول أعضاء في مجلس الأمن. قال رئيس وزراء مالي، شيخ موديبو ديارا، إنه سيذهب، بنفسه، إلى مجلس الأمن لطلب إصدار قرار من هذا القبيل، بعد إكمال جولة قال إنه يقوم بها حاليا في ما يعرف بدول الميدان، التي تضم موريتانيا والجزائر والنيجر. وأوضح ديارا، في تصريح لقناة ''الجزيرة'' بمطار نواكشوط، تعليقا على المحاولة غير الناجحة التي قام بها الاتحاد الإفريقي من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن، يسمح بإرسال قوات عسكرية إلى الأقاليم الأزوادية، أنه من الطبيعي أن يكون الطلب مقدما من مالي، لأنها هي المعنية أولا بالموضوع. وذكر شيخ ديارا أن الحكومة المالية ستذهب بنفسها إلى مجلس الأمن. وتأتي تصريحات الوزير الأول المالي، غداة زيارته لموريتانيا، التي حل بها قادما من باريس، أين التقى برئيس مالي الانتقالي دياكوندا تراوري، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الذي تدعم بلاده وتقف وراء مقترح إخطار مجلس الأمن للتدخل العسكري في شمال مالي. وقبلها كان الشيخ ديارا قد قام بزيارة للجزائر، التقى فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وسلمه رسالة من الرئيس المالي، بالنيابة، دياكوندا تراوري، كما أجرى خلال الزيارة، نفسها، مباحثات مع نظيره الجزائري أحمد أويحيى، حول الوضع في مالي. وتأتي هذه المستجدات في وقت كان مجلس الأمن الدولي قد رفض طلبا تقدم به الاتحاد الإفريقي لإصدار قرار يسمح بإرسال قوات عسكرية إلى الشمال المالي، لإنهاء سيطرة الحركات المسلحة على شمال مالي، ومنها حركة الأزواد، التي أعلنت استقلالها عن مالي، وإقامة دولة أزوادية مستقلة. من جانبه، قال رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ''الإيكواس''، كادري أودراجو، إن دول المجموعة طلبت، رسميا، من الأممالمتحدة الموافقة على اقتراحات الدول الأعضاء في المجموعة بحل النزاع في مالي، من خلال إرسال قوات عسكرية لاستعادة الأمن والنظام إليها. أشار رئيس المفوضية، أمس، في بيان صحفي أصدرته المجموعة، أن رئيس ''الإيكواس''، ورئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا، أعربا، في خطاب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي، عن ''قلق'' دول غرب إفريقيا من الوضع في مالي، وتأثيراته المحتملة على دول المجموعة وأمنها، وعلى المستقبل السياسي للمنطقة، وطالب بإرسال قوات إلى الدولة الواقعة غرب إفريقيا لاستعادة الأمن والنظام. وأفادت مصادر إعلامية أن ممثلين لدول ''الإيكواس'' اجتمعوا، يوم الجمعة الماضي، في نيويورك مع سفراء الدول الكبرى في مجلس الأمن، وبحثوا معهم الوضع في مالي، وإمكانية الحصول على تأييد المجلس للتدخل العسكري لاستعادة النظام. وقال مفوض ''الإيكواس'' للشؤون السياسية والسلام والأمن، سلاماتو حسين، بعد الاجتماع، إن ممثلي المجموعة وجدوا ردا إيجابيا من السفراء لمطلب المجموعة المتعلق بإرسال قوات إلى مالي. وفي سياق متصل استقبل وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ''الإيكواس''، الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، أمس، بقصر الرئاسة، وفدا من 6 أشخاص عن المجموعة المسلحة أنصار الدين، التي يرأسها إياد غالي الغائب عن اللقاء، وذلك عقب لقائهم مع وزير الشؤون الخارجية البوركينابي، جبريل باصولي، لإجراء''محادثات تمهيدية'' لإيجاد مخرج للأزمة في مالي. وصرح الناطق باسم الوفد، الشيخ أغ ويسا، أن حركة أنصار الدين ''تقبل بوساطة الرئيس البوركينابي، وإننا سنعتمد طريق المفاوضات''. من جانبه دعا الوسيط البوركينابي حركة أنصار الدين لقطع علاقاتها مع الإرهابيين، في إشارة إلى تنظيم القاعدة وحركة الجهاد والتوحيد. كما شدد وزير خارجية بوركينافاسو، جبريل باصولي، بأنه على قيادة أنصار الدين ''توضيح مواقفها، وجعل مطالبها تخص التوارق، وقطع كل صلاتها مع الإرهابيين''.