وتشارك الجزائر هذا القلق فرنسا ذات المصالح الحيوية في المنطقة وخصوصا في النيجر المجاورة حيث تسيطر شركتها "أريفا" على استخراج اليورانيوم وتسويقه. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حذر من خطر "تمركز مجموعات إرهابية" في شمال مالي وذلك في لقاء بباريس مع نظيره النيجري محمدو يوسوفو. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين "هناك تهديد بتمركز مجموعات ارهابية في شمال مالي.. هناك تدخل خارجي يزعزع استقرار مالي وينصب مجموعات مهمتها تدخل يتجاوز مالي بكثير الى افريقيا وقد يكون ابعد من ذلك". وكانت الصحافة الفرنسية أشارت بالإسم على دولة قطر واتهمتها بدعم تنظيم القاعدة في مالي بالمال والسلاح. وأكد رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا امس الاربعاء انه يزور الجزائر للبحث عن "الحلول الناجعة" للازمة التي تشهدها بلاده، منذ الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس تومانو توري في باماكو واعلان دولة الازواد في شمال البلاد. وقال موديبو ديارا في تصريح للصحافيين عقب لقاء نظيره الجزائري احمد اويحيى "لما تمر مالي بأوضاع كالتي تعيشها الآن، فأول مبادرة تقوم بها حكومة مالي هي التواصل مع الجيران والأصدقاء والإخوة لتدارك الحلول الناجعة للأزمات التي نعيشها". ويُجمع الفاعلون الإقليميون والدوليون على أن للجزائر دورا محوريا في محاربة الإرهاب بالمنطقة بما لها من خبرات ومقدرات لوجيستية في المجال. ويرون أن أي حل للأزمة في مالي يمر حتما عبر الجزائر. وكان رئيس الوزراء المالي وصل الى الجزائر في ساعة متأخرة الثلاثاء حاملا رسالة من الرئيس المالي بالنيابة دياكوندا تراوري الى نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. واجرى موديبو ديارا محادثات مع نظيره الجزائري احمد اويحيى تناولت "الوضع في مالي ومنطقة الساحل والتعاون الثنائي وآفاق تفعيله وتعزيزه". وحضر المحادثات وزير الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني عبد المالك قنايزية. وكانت الحركة الوطنية لتحرير الازواد وتنظيما انصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي استفادت من انقلاب عسكري حصل في 22 مارس الماضي لتسريع هجومها والسيطرة على منطقة شاسعة في شمال مالي. والاسبوع الماضي، اندلعت اشتباكات بين مقاتلين طوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد وآخرين من جماعة انصار الدين الاسلامية في شمال مالي بينما يستعد الاتحاد الافريقي لطلب دعم من الاممالمتحدة لتدخل عسكري محتمل في هذه المنطقة. ومنذ اندلاع الازمة في مالي، كثفت الجزائر دعواتها لتسوية مسألة الشمال عبر "اجراء حوار مع المتمردين للتكفل بمطالبهم الشرعية والتكفل بالمسائل الانسانية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في إطار احترام السلامة الترابية للبلاد". ويخشى مراقبون أن يؤدي انهيار الوضع في مالي إلى نشوء دولة فاشلة تكون ملاذا لتنظيم القاعدة وتصبح بمثابة "أفغانستان أفريقي" على أبواب المغرب العربي.