ما هي قراءتك للمشهد السياسي في مصر الآن؟ الحالة التي تعيشها مصر حاليا طبيعية جدا، في ضوء أنها تأتي بعد ثورة 25 جانفي، بكل ما تحمله وبحجمها المدوي، وأرى أن حالة الارتباك التي نشهدها منطقية وطبيعية ومتوقعة، كشفت عن الصراعات التي كانت تدور تحت السطح وكشفتها الثورة، وسيطرتها على المشهد السياسي أعاد حالة الارتباك من جديد، وهذا لا يتفق مع التركيبة المصرية التي تميل إلى التنوع والتعدد، وهذا ما لم تؤمن به التيارات المسيطرة على المشهد السياسي. ما رأيك في خطاب الرئيس محمدمرسي؟ الدكتور مرسي وجد نفسه أمام تكليف جديد، ورئيس لكل المصريين، ولا بد عليه أن ينتقل خطابه من جماعة الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها إلى الرئاسة، وهذا لا يتغير بين ليلة وضحاها، وسيتطلب الكثير من الوقت حتى يخرج من فكر الجماعة إلى رئيس لجميع المصريين بمختلف أطيافهم وأديانهم، خاصة في ظل وجود إصرارا على أن لا تستقل الجماعة والحزب عن الرئاسة، وأصبح الكل يتكلم باسم رئيس الجمهورية. أعلن الرئيس مرسي عن تعيين قبطي نائبا له، ما قولك؟ كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن النائب القبطي، وأرى أن لهذا الطرح بعدين، الأول يتمثل في أنه نوع من أنواع جدار الثقة بين الأقباط والتيار الإسلامي المؤثر في الشارع، خاصة بعد أن تم إدراك دور الأقباط ومشاركتهم في الحياة السياسية، أما البعد الثاني فيتمثل في الرغبة في الاستفادة بالكفاءات والإمكانيات، علما بأنه تم تهميش الأقباط منذ 1952 وحتى الآن، لأسباب دينية وقومية، وقد تكون محاولة لرد الاعتبار لهذه الطائفة المهمة، في حين يرى البعض أن الحديث عن نائب قبطي مراوغة أو مجرد صورة. في نفس الوقت، يسعى كل من الإخوان والسلفيين إلى أخذ حصة الأسد من كعكة الوزارات؟ هذا شيء طبيعي، وكل فريق منهما يرى بأنه الأحق لجني ثمار الثورة، ويغفلون أن لهم شركاء في الثورة، أضف إلى ذلك أنهم لم يكونوا مفجروها، ولعل رغبتهم في الاستحواذ على الحكومة، راجع إلى حرمانهم لأكثر من ستين سنة من المشاركة في صناعة القرار، وحالة الشغف على التهام كعكة الوزارات كاملة رد فعل طبيعي، لكن الحس المصري لن يسمح لهم بذلك، وسيتصدون لكل محاولات السيطرة على أركان الدولة. هناك أيضا من يطالب ببقاء حكومة الجنزوري، ما تعليقك؟ أجد أن هذا هو الطرح الأفضل، لأنه يوفر علينا نتائج التجاذبات السياسية، التي تصل إلى حد الصراعات، ومخاطر أن يقفز السلفيون على وزارات التعليم والثقافة والإدارة المحلية، وهذا قد يؤثر على تشكيل وجدان المصريين، وقد تنعكس رؤيتهم على هذه الوزارات. كثيرون يتحدثون عن سيناريو صدام بين مرسي والمجلس العسكري، ما هي توقعاتك؟ الإخوان يملكون القدرة على المناورة وتأجيل الصراع مع المؤسسة العسكرية، لكن الصراع المتوقع في الفترة القصيرة المقبلة، بين الوسطيين والمتشددين في التيار الإسلامي، قد يرقى إلى صراع دموي، والوقائع والأحداث تشير إلى ذلك، خاصة بعدما بدأت تظهر معارضة التيار السلفي وبشكل واضح لتصريحات الرئيس، موازاة مع رفض الدكتور ياسر البرهامي المحسوب على التيار السلفي، بأن يكون قبطي وامرأة نائبين للرئيس، خاصة مع ازدياد الأحداث الإجرامية، والتي أدت إلى مقتل شاب بمحافظة السويس، وفنانين في ضواحي القاهرة. كأقباط ما هي مطالبكم من الرئيس الجديد؟ ليست لدينا مطالب معينة من الرئيس الجديد، ومطالبنا تتمثل فيما يطالب به الشعب المصري بمختلف أطيافه، بهدف بناء دولة مدنية ديمقراطية، وتقرير وإرساء دولة القانون، بما يسمح لنا بالحديث عن الحقوق والواجبات، والكلام في غير هذا يعتبر استهلاكا سياسيا.