لاتزال أوروبا تعاني من تبعات الأزمة التي تهدد بالامتداد إلى بلدان جديدة، وأمام غموض الوضع السائد هددت فلندا، أمس، بالخروج من منطقة الأورو، مشيرة إلى أنها تفضل هذا الخيار على أن تسدد ديون الآخرين، في وقت دعت قبرص التي تترأس الاتحاد الأوروبي إلى تقاسم أعباء الديون. وشددت فنلندا على لسان وزير المالية يوتا أوربيلاينان على أنها تفضل الخروج من الأورو على أن تسدد ديون البلدان الأخرى، مضيفا أن هلسنكي التزمت بأن تكون عضوا في منطقة الأورو وأن هذه المنطقة مفيدة لفنلندا ولكن هلسنكي لم تتشبث بالأورو بأي ثمن ونحن مستعدون لكافة السيناريوهات، بما في ذلك التخلي عن العملة الموحدة الأوروبية. وأكد الوزير الفنلندي المسؤولية الجماعية للديون ومخاطر البلدان الأخرى ليست من الأمور التي يتعين علينا التحضير لها. وتبدي فنلندا موقفا أكثر تصلبا من ألمانيا بخصوص الدعم المالي المقدم للدول التي تواجه مشاكل اقتصادية وتحفظت على آلية الاستقرار الأوروبي أو اعتماد عمليات شراء سندات، في إطار الاتفاق الأوروبي الموقع في بروكسل. وتبقى فنلندا من بين الدول المصنفة في الدرجة الأولى وتستفيد من استقرار اقتصادي ولكنها تعارض آليات الدعم المقدمة لبلدان منطقة الأورو كحل للأزمة. وعلى نقيض فنلندا، دعت قبرص التي ترأس الاتحاد إلى ضرورة تقاسم أعباء الديون، مؤكدة بأنها ضحية قرارات غير عادلة، حيث أكد وزير المالية القبرصي فاسوس شيارلي، أن بلاده تضررت ودفعت الثمن غاليا بعد إجراء مسح 107 مليار أورو من ديون اليونان، حيث كانت البنوك القبرصية تمتلك سندات يونانية وخسرت قيمة 2, 4 مليار أورو أو ما يعادل 24 بالمائة من الناتج المحلي الخام. واعتبر وزير المالية أنه من الظلم تحمل ذلك وأنه يتعين اعتماد آليات لتقاسم أعباء الديون بين الدول الأوروبية. وتمثل قبرص 2, 0 بالمائة من اقتصاد منطقة الأورو مقابل 2 بالمائة لليونان. وقد سجلت قبرص خسارة مضاعفة، رغم أن التقديرات الأولية كانت تشير إلى 200 مليون أورو، إلا أنها ارتفعت إلى 2, 4 مليار أورو بعد مسح ديون اليونان. وعلى خلفية الوضع المتأزم في قبرص، طلبت نيقوسيا من روسيا قرضا بقيمة 5 ملايير أورو لإنقاذ اقتصادها من الانهيار. وفي خضم التحولات الأخيرة التي تعرفها المنطقة الأوروبية، عرف سعر صرف الأورو تراجعا مقابل الدولار بنسبة 25, 0 بالمائة، متواصلا بذلك انخفاضه منذ قرابة أسبوع، حيث بلغ 23, 1 دولار أمس.