تنفرد دمشق بتقاليد مميزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية والإسلامية في استقبال الناس لشهر رمضان المبارك، حيث لدى أهل دمشق عادات قديمة عريقة في رمضان، توارثوها عن أجدادهم، تحكي روح التراث والأصالة والمحبة، والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم. السوريون يتلهفون لقدوم شهر رمضان الذي حلّ عليهم هذا العام، وسوريا تعيش أجواء غير مستقرة، حيث يستيقظ السوريون صباح كل يوم على مدفع السحور ونغمات المسحراتي الذي يدعى شعبيا ''أبو طبلة''، إذ يتجوّل في الأحياء الشعبية داعيا بنغماته وطرقات طبلته الصائمين لعبادة الله وقيام الليل وإعداد وجبة السحور. ومن أهم ملامح العادات الرمضانية الإعلام بقدوم الشهر بمدفع الإثبات، الذي تطلق قذائفه عصر اليوم السابق لشهر الصيام. وفي الأسواق، ينتشر باعة الحلويات الشهيرة، كالكنافة والنهش، حيث يتنافسون في عرض بضائعهم على المشترين والمستهلكين. ويسود لدى الدمشقيين مثل يقول: ''العشر الأول من رمضان للمرق''، كناية عن الاهتمام بإعداد وجبات الطعام، ''والعشر الأوسط للخرق''، أي شراء ثياب وكسوة العيد، ''والعشر الأخير لصرّ الورق''، كناية عن الانهماك بإعداد حلوى العيد، كالمعمول وغيره في الأسواق.