يفتقد العديد من سكان بشار هذه السنوات الدندان وهو المسحراتي الذي كان يأخذ على عاتقه إيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور، حيث يعتبر غيابه ضياعا لإحدى التقاليد الشعبية خلال الشهر الفضيل· وقد كان المسحراتي يترقب دائما قدوم شهر رمضان ليعلن بواسطة القرع على طبل موعد السحور· وقد درجت العادة على أن يمارس الرجال هذه ”المهنة” التي تمتد إلى عدة قرون خلت واستمرت إلى غاية سنوات التسعين لتتلاشى بعدها· وكان الدندان يتخذ لنفسه مكانا عبر أحياء الدبدابة والقصر العتيق ببشار وهي أمكنة لأحياء تعد الأقدم بمدينة بشار· وبمناسبة الاحتفال بليلة القدر يقدم السكان الهدايا والهبات للمسحراتي، وذلك عرفانا وشكرا له على المجهو د الذي بذله طيلة شهر رمضان عندما كان يوقظهم بانتظام لتناول وجبة السحور· ويعود سبب اختفاء هذا التقليد أساسا إلى ”ظهو ر وسائل إعلام جديدة حول أوقات الإفطار والسحور، إلى جانب عدم اهتمام الأجيال الجديدة بهذا النوع من العادات”، حسب ما أوضحه أستاذ في علم الاجتماع بجامعة بشار· وعلى الرغم من ذلك، لازالت التقاليد الأخرى وممارسات التضامن خصوصا منها إطعام المسافرين وعابري السبيل من قبل السكان منتشرة في المنطقة· كما يلجأ السكان كذلك إلى دعوة أي غريب عن المدينة إلى وجبة الإفطار، وهي عادة يعتبرونها تكريسا لقيم الإسلام خلال الشهر المبارك·