السَّمَاحَة لغة: سَمُحَ، ككَرُمَ، سَماحًا وسَماحَةً وسُموحًا وسُموحَةً وسَمْحًا وسِماحًا. ومادة (سمح) تدل على سلاسةٍ وسهولة. والمسامَحة: المساهَلة. وتَسامحوا: تَساهَلوا. واصطلاحًا: تطلق على معنيين: الأوّل، بذل ما لا يجب تفضُّلاً. والثاني، في معنى التَّسامح مع الغير في المعاملات المختلفة، ويكون ذلك بتيسير الأمور والملاينة فيها الّتي تتجلّى في التّيسير وعدم القهر، وسماحة المسلمين الّتي تبدو في تعاملاتهم المختلفة، سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى. قال الله سبحانه وتعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ} الأعراف 991. وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''رَحِم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى''. فمن فوائدها أنّه يستطيع سمح النّفس الهيّن الليّن أن يغنم في حياته أكبر قسط من السّعادة وهناءة العيش، لأنّه بخُلقه هذا يتكيَّف مع الأوضاع الطبيعية والاجتماعية بسرعة، مهما كانت غير ملائمة لما يحب أو لما يهوى نفسه، كما أنّه يستطيع أن يظفر بأكبر قسط من محبّة النَّاس له وثقتهم به، لأنّه يعاملهم بالسّماحة والبشر ولين الجانب، والتغاضي عن السّيِّئات والنّقائص. فإذا دعاه الواجب إلى تقديم النُّصح، كان في نصحه رفيقًا ليِّنًا، سمحًا هيِّنًا، يسر بالنّصيحة، ولا يريد الفضيحة، يسدّ الثغرات، ولا ينشر الزلَّات والعثرات.