فكلّما همّت نفسك باقتراف منكر أو مزاولة شرّ، تذكّر أنّك إن أعرضتَ عنها واجتهدت في اجتنابها، ولم تقرب أسبابها، فسوف تنال قوة القلب وراحة البدن وطيب النّفس ونعيم القلب وانشراح الصدر وقلّة الهمّ والغمّ والحزن وصلاح المعاش ومحبّة الخلق وحفظ الجاه وصون العرض وبقاء المروءة والمخرج من كلّ شيء ممّا ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرِّزق عليك من حيث لا تحتسب، وتيسير ما عَسُر على أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليك، وتيسير العلم، فضلاً أن تسمع الثناء الحسن من النّاس، وكثرة الدعاء لك، والحلاوة الّتي يكتسبها وجهك، والمهابة الّتي تُلقى لك في قلوب النّاس، وسرعة إجابة دعائك، وزوال الوحشة الّتي بينك وبين الله، وقرب الملائكة منك، وبُعد شياطين الإنس والجن منك، هذا في الدنيا. أمّا الآخرة فإذا مِتَّ تلقتك الملائكة بالبُشرى من ربّك بالجنّة، وأنّه لا خوف عليك ولا حزن، تنتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنّة، تنعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة وكان النّاس في الحرّ والعَرَق، كنتَ في ظلّ العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله تبارك وتعالى، أخذ الله بك ذات اليمين مع أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين و{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الجمعة: .4