قامت سلطات ولاية وهران ليلة أول أمس بنقل اللاجئين الأفارقة القادمين من النيجر إلى موقع ببلدية بوفاطيس على متن حافلات نقل وشاحنات، بعد أن احتلوا رصيفا محاذيا لمحطة نقل المسافرين بحي يغموراسن منذ أكثر من شهر، وكانوا يعيشون على صدقات المحسنين والتسول. وأكد صاحب محل يقع قرب المحطة في تصريح ل''الخبر'' بأن مصالح الأمن وأعوان البلدية باغتوا الرعايا الأفارقة على الساعة الثالثة صباحا وهم نائمين، ووضعوهم في حافلات. ولم يخف السكان ارتياحهم من قرار نقل هذه العائلات إلى مركز لدواع إنسانية وتنظيف المكان من الأوساخ المتراكمة. وأكد مصدر من خلية الاتصال بمديرية الأمن الولائي أن العائلات تم تحويلها نحو موقع ببلدية بوفاطيس، وستتكفل مديرية النشاط الاجتماعي والهلال الأحمر بتوفير وجبات الإفطار للعائلات وكل لوازم العيش الضرورية، في انتظار إجلائهم جوا نحو تمنراست لترحيلهم إلى النيجر. وقد سبق لوالي وهران عبد المالك بوضياف التأكيد في تصريح ل''الخبر'' بأن قضية العائلات الإفريقية كانت محور اجتماع للجنة الولائية للأمن، لاتخاذ قرار بالنظر للبعد الأمني للقضية وتداعياتها على الصحة العمومية. وللتذكير كانت قرابة 40 رعية إفريقية من نساء وأطفال من قبيلة ''الهاوسة'' بالنيجر يعيشون منذ شهر تقريبا قرب محطة المسافرين بحي يغموراسن في وهران التي قصدوها بعد طردهم من الأغواط، يفترشون الأرض ويعيشون على صدقات المحسنين والتسول، وقد حوّلوا الرصيف إلى مرقد في الهواء الطلق أين تكدست الأفرشة وأكوام من الألبسة. وقد أثار هذا المشهد المأساوي موجة تضامن واسعة بين السكان الذين وفروا لهم وجبات الإفطار. لكن النقطة السوداء الوحيدة هي منظر الأطفال والأمهات وهم يتسولون من أصحاب السيارات والمارة.