وزارة التجارة تُشدد الرقابة على نوعية الوجبات المقدمة مفتشون يراقبون موائد الرحمة مرتين في اليوم شددت وزارة التجارة إلى جانب وزارة التضامن الوطني هذه السنة، عمليات المراقبة لمطاعم الرحمة وذلك من خلال إيفاد فرق لمراقبة نوعية الوجبات والمعايير الصحية الواجب توفرها في هذه المطاعم وصلاحية المواد الغذائية المستعملة في تحضير الوجبات الغذائية، حيث كشفت مصادر مسؤولة ل «البلاد» أن مفتشي المراقبة يقومون بزيارتين في اليوم للمطاعم المفتوحة بعد الظهر وبعد الإفطار للتأكد من شروط النظافة والحفظ وغيرها. في هذا السياق، كشف المكلف بالإعلام بوزارة التجارة فاروق تيفور في اتصال ب «البلاد» أمس، أن مهمة المصالح التابعة لوزارة التجارة تتمثل في مراقبة جميع المطاعم المفتوحة والموجهة إلى الصائمين خلال شهر رمضان سواء المطاعم التضامنية التي تفتحها الجمعيات الخيرية والمحسنين المخصصة لاستقبال عابري السبيل والمعوزين أو المطاعم التابعة للخواص التي يفضل البعض الإفطار فيها وتسمح لهم إمكانياتهم بذلك، وأوضح المتحدث أن مصالح الوزارة تعمل على مراقبة هذين النوعين من المطاعم خاصة فيما يتعلق بجانب النوعية، والممارسة التجارية النوعية وقمع الغش وأيضا الوقوف على شروط الحفظ للمواد الغذائية والاستهلاكية وأيضا النظافة. وأضاف أن مفتشي المراقبة يخرجون مرتين في اليوم بعد الظهر وبعد الإفطار نحو هذه المطاعم لتأكيد توفر كل الظروف الصحية، منوها إلى أن مصالحها في بعض الأحيان تقوم بمهمتها ضمن فرق تتكل من أعوان تابعين لمختلف القطاعات الوزارية الأخرى. في إطار متصل، أكد المتحدث أن هذا العمل يسمح بتجنب كل التجاوزات بما فيها حالات التسممات، مشيرا إلى أنه لحدّ الآن لم تُسجل أية حالات، ويتم إعداد تقرير حول وضعية سير هذه المطاعم كل 10 أيام. من جهة ثانية، تمنح وزارة التضامن الوطني والأسرة سنويا من خلال مديريات النشاط الاجتماعي في الولايات الترخيص لحوالي 700 مطعم يسيره المحسنون والمتبرعون والجمعيات الخيرية، وبالمقابل تضبط الوزارة شروط تقديم الوجبات الصحية والضرورية، وتقوم بمراقبة نوعية الوجبات المقدمة وصلاحية المواد الغذائية فضلا عن صحة معدي الوجبات ومدى احترامهم لمعايير النظافة. فاطمة الزهراء.أ وجبات راقية في مطاعم العاصمة.. ولا تهاون في النظافة نظرا لحلول ضيف الرحمة والبركة شهر رمضان الكريم الذي تكثر فيه أعمال الخير والتطوع، تفتح مطاعم الرحمة أبوابها أمام عابري السبيل لإطعامهم وتوفير جو الإفطار المنزلي لهم من خلال تقديم وجبات ساخنة ومتنوعة. «البلاد» قامت بزيارة ميدانية للعديد من مطاعم الرحمة المنتشرة بمختلف شوارع العاصمة، على غرار مطعم الرحمة الخاص بمنظمة أبناء الشهداء بحي «ميسونيي» حيث استقبلنا موسى حرزون مسؤول المطعم أحد أعضاء جمعية أبناء الشهداء الذي حدثنا عن أجواء التحضير لوجبات الإفطار الرمضانية واستقبال الوافدين من عابري السبيل خلال هذا الشهر الفضيل قائلا: «نوفر يوميا حوالي 80 وجبة إفطار لعابري السبيل بمطعمنا في بداية شهر رمضان الكريم ومن المتوقع أن يزيد عدد وجبات الإفطار حسب زيادة عدد عابري السبيل كالسنة الماضية حيث وصل عدد المقبلين على مطعم الرحمة حوالي 250 شخصا بعد الأيام الأولى من رمضان». وعن قيمة الوجبة المقدمة، قال المتحدث إنها تصل إلى 250 دج. أما عن مكوناتها فحدثنا مسؤول المطعم أنهم يقدمون وجبة غذائية كاملة من شربة وأطباق جزائرية متنوعة كطجين الزيتون أو «المثوم» ناهيك عن الفواكه والمشروبات والتمر والماء المعدني. وأضاف موسى حرزون أن أعوان النظافة والصحة التابعين للبلدية يقومون بحملات رقابة دورية صباح مساء طيلة شهر رمضان، طبيب الجودة والنظافة الصحية للوجبات الذي نترك له عينة من وجبات الإفطار يوميا كشاهد على صحية الوجبات المقدمة. كما يأخذ الطبيب عينة لوجبة واحدة في الأسبوع إلى مخابر التحليل لمراقبة الجودة وصحية الوجبات المقدمة. وأضاف المتحدث أن أبواب المطعم تفتح أبوابها حوالي الساعة السابعة مساء أمام عابري السبيل وفي حال زيادة الوافدين على مطعم الرحمة يمكن استيعاب دفعة ثانية. وعن الشروط الصحية وظروف تحضير الوجبات أفادنا عمي مهنة مسؤول الطبخ أنه يتم غسل الخضر والفواكه المستعملة في الطهي ثلاث مرات لتنظيفها من كل شوائب الأتربة إضافة إلى مراقبة تاريخ نهاية صلاحية المواد الغذائية المستعملة. وعند الانتهاء من استقبال الوافدين على المطعم يتم غسل الأواني والصحون بمياه ساخنة مع استعمال مواد التنظيف. وأضاف المتحدث أنه يعمل بذات المطعم منذ 6 سنوات ولم يشهد إلى حد الساعة أي حالة تسمم للوافدين على المطعم وهو ما يحسب كنقطة إيجابية لمطاعم الرحمة المنتشرة خلال شهر رمضان. أما عن مطاعم عابري السبيل التابعة للخواص فحدثنا الأخ «عمر» صاحب مطعم محاذ لسوق «كلوزال» عن أجواء تقديم وجبات الإفطار والتحضيرات المسبقة لها حيث ذكر أن هذه المرة الأولى التي يقوم فيها بهذا العمل التطوعي الخيري حيث يقدمون فيه وجبات غذائية كاملة على مائدة الإفطار، حيث أشار المتحدث إلى أن وجبة الإفطار تتكون من طبق شربة وأطباق جزائرية متنوعة على غرار «المقوم» و«الكباب» و«طجين الزيتون»، إضافة إلى سلاطة وكوب حليب مع تقديم التمر والمشروبات، وهي الوجبات التي لاقت استحسانا كبيرا لدى الوافدين على مطعم الرحمة حسب مسؤوله الذي أكد أنه تقدم يوميا حوالي 60 وجبة لتزيد الوجبات حتى تصل إلى 90 وجبة حسب زيادة عدد المقبلين. وعن قيمة الوجبة أشار المتحدث إلى أنها تصل إلى 350 دج، وأضاف أنه تقدم لهم مساعدات من قبل البلدية التي ترافقهم في عملهم الخيري طيلة شهر رمضان بمواد غذائية ومساعدات مادية، ناهيك عن مساعدة بعض تجار سوق «كلوزال» الذين لم يبخلوا عليهم بما استطاعوا من خضر وفواكه ومواد غذائية. وعن الشروط الصحية للوجبات المقدمة لعابري السبيل، أكد صاحب المطعم أنه يأخذ على مسؤوليته سلامة الوافدين على مطعمه حيث يعطي أهمية كبيرة لشروط النظافة بتوفير 6 طباخين من أبناء المنطقة يسهرون على تقديم أحسن الوجبات والخدمات للصائمين. وعن الرقابة وصحية المأكولات أكد «عمر» صاحب المطعم أن أعوان الرقابة والنظافة التابعين للبلدية يقومون بدورية لمراقبة سير تحضير وطهو وجبات الإفطار والشروط الصحية لنظافة المأكولات، حيث يأخذ أعوان الرقابة عينة كل يوم عن الوجبات المقدمة لمعرفة جودتها ومدى صحيتها إضافة الى أخذ الطبيب عينة من هذه الوجبات لمعاينتها وتحليلها بالمخابر لتحليلها والنظر في شروط السلامة الغذائية المتبعة من قبل مسؤولي المطعم. محمد تليجاني حضر الطعام وغابت الرقابة بالمدية تشهد مطاعم الرحمة بالمدية خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، إقبالا كبيرا للمواطنين وهو ما يراه البعض دليل على انتشار الوازع الديني. فيما يعتبره الخبراء الاجتماعيون مؤشر مرعب على تفشي ظاهرة الفقر وزيادة عدد الفقراء، مع الارتفاع المستمر في أسعار السلع الأساسية الذي لا يقوى على مجاراته الكثير من الجزائريين، لتبقى المخاوف من قلة الرقابة المفروض فرضها على هذه المطاعم وهو ما يفتح الباب واسعا للتسممات الممكن حدوثها في حال إهمال الجانب الرقابي. وفي ذات الصدد خصص الهلال الأحمر الجزائري 8 مطاعم للإفطار الجماعي، وركز بوجه خاص على المناطق التي تشهد حركة كثيفة، لا سيما على الطريق الوطني رقم 1، 08 و64 وتم تخصيص مطاعم بكل من مدينة المدية، بن شكاو، البرواڤية، قصر البخاري، بني سليمان ومزغنة وشهدت مطاعم الرحمة إقبالا منقطع النظير حتى من قبل العائلات التي دفعتها الحاجة لطرق أبواب هذه المطاعم في ظل الارتفاع الفاحش للأسعار، حيث تساءل أحد الذين التقيناهم إن كان سيفتح المطعم الذي آواه العام المنصرم، مؤكدا أنه لا حياء في الفقر، فلو بقيت في المنزل لمات ابنائي جوعا. بينما أكد في سياق متصل أن ما يبقى هاجسا هو قلة الرقابة للمطاعم، مما يفتح المجال واسعا للتسممات وهو الهاجس الوحيد لهم. فيما أشار آخر إلى أنه تردد في إرسال العائلة، لكنه بالمقابل يستعين بزبنائه لأخذ وجبات الإفطار لتناولها في البيت. وعن مخاوفه من التسسم، قال: «الستار ربي». ويرجح المتابعون للوضع الاجتماعي أنها ستشهد نفس الإقبال، لا سيما مع تواصل التدهور في المستوى المعيشي لشريحة واسعة من سكان المدية كانت تعد حتى لوقت قريب من المقتدرين ماديا، لكن ارتفاع الأسعار قلب الموازين وجعلها عاجزة عن تحمل أعباء مصاريف الشهر الفضيل. ح. عبري موائد الرحمة وطاولات الزلابية وقلب اللوز أهم المتسببين فيها التسممات الغذائية.. إرهاب جديد يحصد أرواح الجزائريين تحول فصل الصيف إلى هاجس حقيقي لدى السلطات العمومية والمواطن البسيط، على حد سواء، كونه يفتح الباب واسعا أمام نوع متجدد من الإرهاب الذي يحصد في كل سنة عشرات الضحايا ويكلف الخزينة العمومية مبالغ باهضة تنفق في التكفل بضحايا التسممات الغذائية التي تحدث عبر الفضاءات التجارية، سواء تلك الحائزة على تراخيص قانونية أو تلك التي تتحدى بشكل سافر الأجهزة الرقابية للدولة، ويعمل أصحابها المستحيل من زجل الوصول إلى استنزاف أموال المواطنين عبر تغيير النشاط دون ترخيص واللجوء إلى طاولات قلب اللوز والزلابية ومختلف المواد الغذائية التي يجد فيها المواطن اللمداني ضالته، نظرا لانخفاض سعرها متجاهلا ما قد تسببه من تسممات قد تضع حدا لحياته. عقوبات دون غطاء الردعية إذا ما دققنا في طبيعة العقوبة التي تفرض على أصحاب طاولات البيع العشوائي للمتاجرين بصحة وأرواح الناس، يبدو أنها ليست ردعية، فالأسباب عديدة فيما يخص الغش والتلاعب والهدف هو الربح السريع على حساب أرواح وصحّة المواطنين، فإن خمّن أحدهم في عملية انتحار نجد أن الوجبات المباعة على قارعة الطريق هي إحدى وسائل الانتحار السهلة والمتاحة للجميع مجانا، فشراء علبة تونة أو جبن يقابله انتحار سهل ومجاني. وأحصت مديرية التجارة لولاية المدية أزيد من 200 تدخل أسفرت حسب مديرة التجارة بالولاية عن تسجيل 62 محضرا حولت للعدالة في إطار المتابعات القضائية فيما شرعت في قرار الغلق. وسخرت ذات المصالح أزيد من 40 عونا لمكافحة الغش ومراقبة الأسعار وزعوا على أسواق الولاية ومحلاتها ويستمر نشاطهم حتى أيام العطل. وكشفت مصادر من مديرية التجارة عن وجود استراتيجية خاصة متبعة من قبلها في فصل الصيف الذي تكثر فيه السوق الموازية من جهة، وتتفاقم فيه كمية السلع السريعة التلف من جهة أخرى، خاصة وأن هذا الفصل يتزامن مع شهر رمضان الكريم. وأضاف ذات المصدر أن الجهود ستتكاثف من أجل محاربة ظاهرة البيع العشوائي. وبلغ عدد التجار المسجلين عبر 64 بلدية المشكلة لتراب الولاية حوالي 24500 تاجر، وهو رقم يبقى نسبيا وغير مطابق للواقع حسب مصادرنا باعتبار أن العديد من التجار إما توقفوا عن النشاط دون إشعار بالتوقف وآخرون ينشطون خارج القانون. فيما يبقى عدد الأعوان المكلفين برقابة الأسواق غير كاف مقارنة بمساحة الولاية المقدرة ب 8700 كلم من جهة وعدد البلديات الذي يصل إلى 64. وفي عملية حسابية بسيطة وبالمقارنة مع عدد التجار، فإن كل عون جودة يجب أن يراقب أكثر من 1800 تاجر. بينما كل عون مراقب لممارسة التجارة عليه أن يراقب أكثر من 1400 تاجر، وهو غير ممكن عمليا. وبالتالي فإن عدد الأعوان غير كاف، فضلا عن قلة وسائل النقل التي تسمح بالتنقل إلى باقي البلديات، خصوصا النائية منها مما أدى بذات المصالح رلى الاستعانة بمركبات البلديات لتغطية النقص الحاصل. وتبدو أسواق المدية في اكتظاظها أيام رمضان أشبه بمعركة البحث عن الطعام، وما يثير الاستغراب لجوء الباعة إلى بيع الحليب ومشتقاته السريعة التلف على الأرصفة، رغم ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي يعتبر خطرا يحدق بالمواطنين الذين يتوافدون في مثل هذه المحلات لاقتناء ما يعد مادة أساسية، فالمدهش هو أن تكرار مثل هذه الأمور كل سنة يجعل ركن الإصرار والتعمد في مباشرة النشاط بطريق الغش دون مبالاة لحياة المشترين، هذا الأمر حسب مدير مصلحة الجودة وقمع الغش أدى بلجان المراقبة إلى اقتراح غلق 05 محلا، إلى جانب المتابعات القضائية لأصحابها. عبري حفيظة السلطات رخّصت لفتح 13 مطعما لاستقبال المعوزين وعابري السبيل مراقبة صارمة لشروط النظافة والصحة بمطاعم الإفطار في عنابة بهاء الدين. م رخّصت السلطات الولائية بعنابة لفتح 13 مطعما لتقديم وجبات الإفطار خلال شهر رمضان وذلك لفائدة المعوزين وعابري السبيل. وكشفت مديرة النشاط الاجتماعي أن أجهزة التفتيش تحرص على فرض إجراءات مراقبة صارمة فيما يخص شروط الصحة والنظافة لتفادي كوارث التسممات الجماعية في الشهر الفضيل. وأفاد مصدر مأذون أن 9 مطاعم إفطار استقبلت صائمين بمدينة عنابة، بالإضافة إلى أخرى بالتجمعات الحضرية لبلديات الحجار وسيدي سالم والبوني. فيما توقع فتح مطاعم إفطار إضافية ببلديتي سيدي عمار وبرحال ابتداء من اليوم وذلك فور استكمال إجراءات المراقبة المتعلقة بالصحة والنظافة. وتوفر مطاعم الإفطار التي تعد من التقاليد الحميدة التي اقترنت بشهر رمضان لتعلو فيها معاني التضامن والتكاتف الاجتماعيين وجبات إفطار ساخنة ومتكاملة تستهلك على موائد المطاعم وأخرى تحمل لتناولها في الوسط العائلي. وأكدت مديرة النشاط الاجتماعي بالولاية في هذا الإطار أن هيئات المراقبة تسهر على فرض احترام شروط النظافة والصحة عبر مطاعم الإفطار الرمضانية، وكذا المراقبة المنتظمة والمستمرة لنوعية وصلاحية مختلف المواد الغذائية التي تستعمل في تحضير وجبات الإفطار. وتمون مطاعم الإفطار من بينها مطعم الهلال الأحمر الجزائري بفضل تبرعات المحسنين ومختلف الهيئات والمؤسسات الناشطة بإقليم الولاية، ويؤطرها إلى جانب ناشطين بجمعيات خيرية ومتطوعي الهلال الأحمر الجزائري، عدد هام من الشباب والنساء اللواتي تكرسن وقتهن لتحضير وجبات الإفطار. من جهة أخرى، انطلقت بولاية عنابة عملية توزيع قفة رمضان التي ستخص أزيد من 35 ألف عائلة معوزة ومحدودة الدخل ببلديات الولاية. وإلى جانب هيئات النشاط الاجتماعي التي تسهر على تنظيم مبادرات قفة رمضان، ساهم قطاع الشؤون الدينية والأوقاف في توفير 3 آلاف قفة رمضانية لفائدة عائلات معوزة. في غياب أبسط شروط النظافة مواد منتهية الصلاحية لتموين مطاعم الرحمة بباتنة تحتل مطاعم الرحمة بباتنة، خلال شهر رمضان الكريم، حيزا كبيرا من اهتمامات المحسنين والسلطات البلدية وبدرجة أكثر العائلات المعوزة التي تعتمد كلية على هذه المطاعم لتحصيل وجبة الفطور، حيث تقوم كل بلدية بإحصاء العائلات المعوزة على إقليمها قبيل رمضان لإعداد الميزانية التي تغطي المطاعم بالخضر والمواد الغذائية اللازمة، وغالبا ما تكون مطاعم الرحمة بعاصمة الولاية الملاذ الوحيد كذلك للمسافرين وعابري السبيل، على غرار المطعم المتواجد بمحطة نقل المسافرين « آذرار الهارة»، وهو من اكثر المطاعم إقبالا من طرف المسافرين الذين يغزون طاولاته من بعد صلاة العصر إلى المغرب. ونظرا للطابع التطوعي الذي يميز مطاعم الرحمة بباتنة، حيث تمول من قبل المحسنين وفاعلي الخير، وحتى تلك الممولة بميزانية من البلدية غالبا ما تستقطب شبابا وشابات متطوعين للعمل بها، وهو ما يحد نوعا ما من رقابة القائمين على المطاعم على العاملين بها، ما ينعكس في الغالب على سوء التنظيم وعدم احترام شروط النظافة، ما جعل المطاعم تعيش وضعا كارثيا في كثير من البلديات وحتى بعاصمة الولاية، ما يهدد صحة المترددين عليها. وقد سجلت المصالح الطبية بباتنة عديد حالات التسمم الغذائي لأشخاص تناولوا وجبات الإفطار من مطاعم الرحمة، وليس ببعيد ما سجل على مستوى الهلال الأحمر الذي يعاني من انعدام المقر اللائق لحفظ المواد الغذائية الموجهة إلى مطاعم الرحمة وهو ما تسبب قبل سنتين في تلف كميات كبيرة من الزيت والسكر والطماطم المصبرة بعد تعرضها للظروف الطبيعية بمخزن الهلال الأحمر بحي محطة القطار. علما أن هذا المخزن مكشوف السقف ولا يصلح لتخزين المواد الاستهلاكية. وقد طالب الكثيرون بتوفير الشروط الضرورية من مبردات ووسائل حفظ داخل المخازن المعدة لمطاعم الرحمة. كما تجدر الإشارة إلى أن الكثير من التجار يعمدون إلى منح بعض المواد الغذائية للمطاعم على سبيل «الصدقة» ويكون تاريخ صلاحيتها قد شارف على الانتهاء، وهو ما لا يمت بصلة لآداب فعل الخير، لا سيما في الشهر الفضيل. ويرى الكثير من المواطنين أن المصالح الرسمية لا تولي العناية المطلوبة لمطاعم الرحمة بالولاية، ما جعلها تعاني العديد من المشاكل ولا تقدم بالدور الكامل الذي أنشئت من أجله. المعتز بالله بعضها يفتقر إلى أدنى شروط النظافة ميسورون يزاحمون «الزوالية» على موائد الرحمة بسكيكدة أصبحت بعض مطاعم الرحمة لا تطعم الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل فقط، بل أصبحت وسيلة لمجاملة الأصدقاء والأحباب من خلال تزويدهم بأشهى الأطباق وألذ الفواكه، بل وصل الأمر إلى تخزين الأطباق وأخذها للمنازل لتوزع على الأهل والخلان، في تجاهل صارخ لمعنى التكافل والتضامن، رغم أن جل هؤلاء المعارف في حالة ميسورة. في حين الكثير من المعوزين لا يستفيدون. وقد علمنا من مصادر متطابقة أن الكثير من ذوي الدخل الكبير من موظفين في مختلف أسلاك الدولة وخاصة منهم الذين يعملون بنظام المناوبة، أصبح الكثير منهم يتنقلون جماعات جماعات نحو مختلف مطاعم الرحمة المنتشرة عبر العديد من أحياء المدينة لتناول أشهى وجبات الفطور. كما أن العديد من الشباب من عئلات ميسورة الدخل أصبحوا يفضلون مطاعم الرحمة على الفطور في منازلهم، خاصة وأن هذه المطاعم أصبحت تقدم أرقى الوجبات. إلى ذلك ماتزال العديد من مطاعم الرحمة تفتقر لأدنى شروط النظافة، حيث إن الكثير منها تعاني من انتشار الأوساخ والحشرات والناموس، خاصة تلك التي تقع في الأحياء القديمة للمدينة. واستنادا إلى مصادر من مديرية التجارة بولاية سكيكدة، فإنه لم تسجل لحد الآن أي حالة تسمم طيلة الثلاثة أيام الفارطة، وأوعز المصدر نفسه أسباب ذلك إلى الرقابة الصارمة المفروضة على مثل هذه المطاعم طيلة أيام الشهر الفضيل، حيث تتوجه فرق للمراقبة إلى هذه المطاعم بصفة يومية ودورية منتظمة بغية الحفاظ على صحة المواطنين. م. بوذيبة الجلفة : النظافة «صائمة» في مطاعم رحمة يغزوها الأفارقة والسوريون جزم العديد من مرتادي مطاعم الرحمة على مستوى ولاية الجلفة، أن النظافة هي آخر الأشياء الممارسة هناك وآخر الأشياء المحترمة، لأن سياسة «كعور واعطي لعور»، لا تزال تفعل فعلتها في «بطون» الخلق ممن اضطروا إلى المرور على مطاعم لا تحمل لا رحمة ولا هم يرحمون. وتشير بعض المعلومات الواردة إلى أن العديد من المطاعم المفتوحة في البلديات الكبيرة كحال مسعد وعين وسارة وحاسي بحبح، وكذا في الإدريسية وعين أفقه، تشهد وضعيات كارثية في جانب النظافة، مقارنة بالمطاعم المفتوحة لاستقبال عابري السبيل و«الزوالية» بعاصمة الولاية والتي بها مطاعم توفر الحد الأدنى من النظافة. وأكدت ذات المصادر أن مطاعم «الرحمة»، أضحت قبلة لأفراد الجالية السورية التي غزت كل المدن الكبيرة بالولاية وكذا العديد من الأفارقة من جنسية مالية، زيادة على أنها قبلة لأطفال يفضلون جلب أواني إلى المطاعم المذكورة، من أجل نقل الطعام على «برودته»، إلى أفراد عائلاتهم، وهي من بين الأمور التي ساهمت في ترك الحبل على الغارب في قضية النظافة، خاصة وأن هذه المطاعم يديرها في الغالب «متطوعون» في البلديات المذكورة، وليس عمال في هذا المجال، مما يجعل احترام النظافة من بين الأمور المسكوت والمتغاضى عنها، والمهم فقط هو أن تكون «الوجبات» حاضرة مع اقتراب آذان المغرب. ولم تتحدث ذات المصادر إلى حد الآن عن حدوث تسممات في صفوف مرتادي هذه المطاعم، لكن ذلك لم يمنع من القول إن هذا الاحتمال يبقى قائما في حالة تواصل مبدأ «كعور واعطي لعور». وقال بعض مرتادي هذه المطاعم في تصريحات ل«البلاد»، إنهم لا يسألون عن النظافة ولا يسألون عن «صحتهم»، والمهم أن السلطات تذكرت «جوعهم» في هذا الشهر، لتفتح لهم هذا المطاعم، مطالبين بأن تكون هذه «المزية»ع لى طول العام وليس اقتصارا على هذا الشهر فقط، لكونهم على طول العام صائمين وعلى لحم بطونهم، والثابت في نهاية هذه الورقة أن السؤال عن النظافة لا يشغل بتاتا مرتادي مطاعم الرحمة، بقدر ما يشغلهم ماذا طبخوا اليوم. ص. لمين الحماية المدنية والتجارة ومصالح الصحة معنية بمراقبة النظافة منع الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية من تسيير مطاعم الرحمة بغليزان أفاد رئيس مكتب التضامن بمدرية النشاط الاجتماعي بغليزان أنّ هذه الأخيرة وجهت تعليمة إلى البلديات المعنية بتواجد مطاعم الرحمة عبر مستوى إقليمها، بتفعيل دور المراقبة، في خطوة للحذر مما قد يؤديه عامل الإهمال وسط الوافدين إليها. حيث لم تعد الجمعيات الناشطة في العمل الخيري والهلال الأحمر الجزائري معنية بتسيير مطاعم الرحمة بالولاية. وأكد المتحدث ذاته أنّ ولاية غليزان تتوفر على ستة مطاعم تم تخصيصها لفائدة المعوزين وعابري السبيل هذا الموسم، حيث تمت إضافة مطعمين جديدين في كل من بلديتي يلل والمطمر. وهي المطاعم التابعة للدولة، ترعى شوؤنها عدة جهات تقوم بزيارات المراقبة اليومية، على غرار الصحة والتجارة والحماية المدنية. ونفى المسؤول ذاته أنّ تكون المديرية الولائية قد تلقت أي طلب لفتح مطاعم جديدة، من طرف أشخاص متبرعين، مؤكدا أنّ غليزان لا تتوفر على مثل هذه المطاعم التي يتبرع بها أصحابها، ويقوم بتقديم الخدمة فيها جمعيات ثقافية، وفرق خيرية على غرار «ناس الخير». ويشار إلى أنّ المترددين على مثل هذه المطاعم أغلبهم من المعوزين، والمتشردين، الذين يقطنون في البلديات التي تتواجد بها مثل هذه المطاعم.