تسعى المعارضة في الجبهة الوطنية الجزائرية لاستغلال رفض الداخلية لنتائج المؤتمر الأخير للحزب، للحصول على حق تنظيم مؤتمر بديل والاستحواذ على مقاليد الجبهة قبل الانتخابات المحلية المقررة في 29 نوفمبر القادم. قال رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي ل''الخبر'' إنه تلقى مراسلة من الداخلية تبلغه برفض نتائج المؤتمر الأخير للحزب الذي عقد في تيبازة شهر جوان الماضي. وأضاف ''أن المراسلة التي تلقيناها تفتقد لأي منطق قانوني''، مبديا تأسفه ل''عدم قيام الوزارة يطلب وثائق إضافية، لافتا إلى أنه سيقدم في ندوته الصحفية المقررة اليوم مزيدا من التفاصيل عن القضية. مؤكدا شرعية المؤتمر الذي عقد في ظروف خاصة بالمركب السياحي في تيبازة. وكان وزير الداخلية قد أعلن قبل أسبوعين رفض نتائج مؤتمر الأفانا بسبب تغيير مكان عقد المؤتمر، ومنع أعضاء المجلس الوطني من المشاركة. ويعتزم تواتي مقاضاة الوزارة أمام مجلس الدولة مثلما هو متاح في قانون الأحزاب السياسية الجديد، وينتظر أن يودع دعوى قضائية بعد عيد الفطر. وأضاف ''أن الحزب يسير بصورة عادية رغم قرار الداخلية''. وإلى جانب خيار اللجوء إلى القضاء لحسم الخلاف مع الداخلية، أمام تواتي خيار طلب رخصة مؤتمر جديدة، وهي مسألة غامضة، في غياب نص قانون يحتكم إلى في هذه الحالة. ويقول ملاحظون إن تواتي وضع نفسه في بعد أن فوت فرصة كبيرة إثر حصوله على رخصة من مصالح ولاية الجزائر لعقد مؤتمره. وترى المعارضة في الجبهة الوطنية في قرار الداخلية عدم الاعتراف بنتائج مؤتمر تيبازة خدمة جليلة لها، وطالبت في بيان لها صدر أمس، الداخلية بالرد إيجابا على طلبها المؤرخ في 12 جويلية لعقد مؤتمرها. وشككت المعارضة التي منعت تواتي بالقوة من عقد مؤتمره بالعاصمة، في أسباب تأخر الوزارة عن منحها الرخصة، وقالت ''إن صمت الوزارة طيلة هذه المدة يدفعنا إلى التساؤل بإلحاح عن مبررات هذا الصمت والتأخير لطلب تنظيم المؤتمر الذي يحظى بدعم 175 عضوا''. وأعلنت عن اجتماع لها ضم ممثلين عن الحركة التقويمية والنواب والمجلس الوطني والمكاتب الولائية للحزب عن تشكل لجنة تحضير للمؤتمر تضم لجان فرعية. ونفى المعارضون تقارير عن التحاقهم بأحزاب أخرى قيد التأسيس، وتمسكهم بالحزب، وحملوا تواتي رئيسه المسؤولية عما آلت الأفانا إليه حاليا. وأكدت المعارضة في بيانها أن قرار الداخلية برفض الاعتراف بالمؤتمر الأخير للحزب يعني فقدانه للصفة، وطالبت الوزارة بتطبيق القانون ومنعه من ممارسة مسؤولياته. ويهدد استمرار الخلافات في الحزب بغياب الأفانا عن الانتخابات المحلية المقبلة، بعدما شكل لاعبا مهما في انتخابات 2002 و2007 التي احتل فيها المرتبة الثالثة بعد جبهة التحرير الوطني والأرندي.